تم مساء أمس الاثنين عرض الشريط الوثائقي "هوية جبهة" للمخرج الريفي حسن البوحروتي إبن مدينة الحسيمة المقيم ببلجيكا، بإحدى قاعات البرلمان البريطاني، أمام مجموعة من نواب الحزب المحافظ الحاكم، والمعارضة العمالية ، وجامعيين ومثقفين. ويسلط الشريط الذي تم عرضه بحضور سفيرة المغرب ببريطانيا للا جمالة، والممثل الشخصي السابق للامين العام للامم المتحدة بالصحراء ايريك يانسن، الضوء على الظروف التاريخية لخلق "جبهة البوليساريو"، كما يفضح التورط السافر للجزائر في هذا النزاع الاقليمي. وتلت عرض الشريط مناقشة شارك فيها عدد كبير من الحاضرين الذين اكدوا اهمية هذا الفيلم الذي يهدف في المقام الاول الى اطلاع رجال السياسة البريطانيين بمختلف توجهاتهم على احداث اساسية في التاريخ المعاصر للمغرب، وابراز مشروعية قضية الوحدة الترابية للممكة. ويعتبر الفليم أداة بيداغوجية، اذ احترم قاعدة التسلسل الزمني للشريط الوثائقي،بدءا من تقديم وثيقة الاستقلال،مرورا بالزيارة التاريخية التي قام بها المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه الى امحاميد الغزلان في 25 فبراير 1958 ،ثم المسيرة الخضراء، وتحركات الجزائر للمس بالوحدة الترابية للمملكة. ويكشف الشريط الغني بالمعلومات الوثائقية السياق الجيو- سياسي، والجيو-استراتيجي لنشأة "البوليساريو" واحتضانها واستغلالها من قبل الجزائر، من أجل إطالة أمد هذا النزاع المفتعل، والاضرار بمصالح المغرب، والمس بوحدته الترابية. كما يتطرق إلى معاناة المحتجزين في مخيمات تندوف (جنوب غرب الجزائر)، ويكشف الخروقات السافرة لحقوق الانسان، التي يرتكبها مرتزقة "البوليساريو" في حق هؤلاء المحتجزين، والذين يمنعون بالقوة من الالتحاق بوطنهم الام المغرب، فضلا عن العراقيل التي تضعها الجزائر أمام التوصل الى تسوية لهذا النزاع المفتعل . كما يعطي المخرج حسن البوحروتي في هذا الشريط الكلمة للصحراويين المغاربة، الذين عادوا إلى وطنهم من أجل دحض الأكاذيب التي يروجها الانفصاليون وكشف ممارسات أعداء الوحدة الترابية للمغرب، والتي تتعدد من تجنيد الأطفال وإرسالهم إلى أمريكا اللاتينية، إلى تشتيت آلاف الأسر، واعتقال المحتجزين في معتقلات العار قصد منعهم من الالتحاق بالمغرب والتمتع بكافة حقوقهم وحرياتهم وعيش حياة كريمة. وتميز النقاش بتدخل سفيرة المغرب بالمملكة المتحدة التي أبرزت اهمية هذا الحدث الذي يأتي بضعة ايام على تخليد المغرب للذكرى الاربعين للمسيرة الخضراء،الحدث البارز في تاريخ المغرب. وسلطت الضوء على رجاحة مخطط المغرب للحكم الذاتي بالصحراء ، الذي حظي باشادة المجتمع الدولي، فيما تستمر الجزائر في عرقلة التوصل الى أي حل مما يقوض الاندماج المغاربي. وقال مخرج الشريط في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، انه قرر الانخراط في هذا المشروع بهدف اطلاع الراي العام على حقيقة البوليساريو ومحتضنيها، مشددا على ضرورة ممارسة المجتمع الدولي ضغطا على البوليساريو ومؤيديه من اجل وضع حد لمعاناة الصحراويين المحتجزين بمخيمات تندوف.