حلُول عيد الفطر لهذَا العام في ذروة فصل الصيف شجع كثرًا من مغاربة العالم على القدُوم إلى المملكة، لأجل الاحتفال بالمناسبة الدينيَّة رفقة أهلهم. ذلك أنَّ الأيَّام القليلة القادمَة ستعرفُ تدفقًا هائلًا عبر الحدود، وفقَ ما أعلنت عنه المديريَّة العامة للأمن المدنِي بإسبانيا. وبحسب المعطيات الإسبانيَّة، فإنَّ أيَّام 18 وَ19 وَ20 ستشهدُ أكبر ديناميَّة على مستوى عمليَّة عبُور، على أن تكون الأيام الأربعة الأولى من غشت القادم ذات حركيَّة كبيرة أيضًا، مع إقفال عددٍ من المغاربة عائدين نحو بلاد المهجر. واضطرَّت الأعداد المهمَّة من العابرِين المغاربة السلطات الإسبانيَّة إلى اتخاذ عددٍ من الإجراءات لمواكبة الفترة، سواء من خلال زيادة عدد الأمنيِّين المكلفِين بالعمليَّة، أو عبر تأمين الخدمات الاجتماعيَّة والصحيَّة في نقاط العبور، كما جرت الزيادةُ في عدد باخرات النقل، علمًا أنَّ عددًا من المغاربة يفدُون لأجل المناسبة عبر الطائرة. وتحثُّ المصالح الإسبانيَّة المسافرِين لمسافات طويلة كما هو الشأن بالنسبة إلى سالكِي اتجاه الناظور ألميريَّة على حجز تذاكر سفرهم على الباخرة مسبقًا، كي لا يضطرُّوا في وقتٍ لاحق إلى الاصطفاف ساعات طويلة لإتمام العمليَّة، وما قد تسببهُ من مشقَّة في طقسٍ صعب رفقة الأبناء الصغار وكبار السن. ووفق الأرقام ذاتها، فإنَّ أزيد من مائة ألف سيَّارة، وما يفوق 452 ألف شخص، عبرُوا بحريًّا بين إسبانيا والمغرب، ما بين الخامس عشر من يونيو المنصرم، وال15 من يوليوز الحالِي، على أنَّ ميناءَيْ الجزيرة الخضراء وطريفة سجلا العدد الأكبر من العابرِين. في غضون ذلك، ارتفعت أسعار التذاكر بين المغرب والبلدان التي تحتضنُ جالية مهمَّة من المغاربة، بصورة لافتة، سواء عبر السفن، لتفاقم بذلك مصاريف العطلة الصيفيَّة لدَى المهاجرِين الذِين يحرصُون على تمضية العِيد في البلاد، بالرُّغم مما يستتبعهُ من مشقَّة في التنقل، وفاتورة نقديَّة تنضافُ إلى مصاريف العطلة ورمضان. وتطرحُ عمليَّة العبُور المزدحمَة تحديَاتٍ أمنيَّة على إسبانيا دفعت إلى تشديد المراقبة هذا العام، توجسًا من تسلل عناصر إرهابيَّة إلى إسبانيا. فالسلطات الإسبانيَّة تخشى نفاذ عناصر ذات مخططات هجوميَّة في جلبة العبُور بالنظر إلى الصعوبة التي تعترِي إخضاع الآلاف لتفتيش ومراقبة مفصلين. عن هيسبريس