ندوة وازنة وموضوع هام ذلك الذي اختارته وأقدمت على تنظيمها جمعية أفراس للتنمية والبيئة والثقافة بشراكة وتعاون مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية حول موضوع "جمع وتدوين التراث المحلي" والذي أطره وحاضر فيه جمعويون وأساتذة باحثون في موضوع التراث المحلي والذي نظم يوم السبت 21 فبراير 2015 ابتداء من الساعة العاشرة والنصف صباحا بدار الثقافة بتفرسيت. الفترة الصباحبة عرفت مائدة مستديرة حول أهمية موضوع الندوة وماهية التنقيب في التراث المحلي، كللت بقراءة في كتاب "رسائل من نزيل عرس بآيت سعيد" لكاتبه محمد بودشيش تم على اثره تبادل للأفكار والآراء في موضوع التراث المادي واللامادي. بعد وجبة غذاء على شرف المدعوين افتتحت أشغال الفترة المسائية من طرف مسير الندوة السيد عادل المجاطي الذي عرف الحضور ببرنامج الأمسية تلته كلمة للأستاذ الباحث في التاريخ والتراث المحلي السيد محمد أحميان الذي أطنب في التعريف بتاريخ المناطق الريفية قبيل وبعد التواجد الاستعماري قبل أن يعرج على العلاقة التاريخية المتواجدة بين التراث البحري والطبيعي ومدى التأثير المتبادل بينهما في منطقة البحر الأبيض المتوسط قبل أن يسدل الستار على التعريف بمثلث الريف القديم المتحكم في الرواج التجاري والذي تواجدت ضمنه قبيلة تفرسيت العريقة. الأستاذ الباحث الحسين بوجداد ابن مدينة العروي أكد في مداخلته على أهمية التراث المحلي في تطور وارتقاء الحضارات وعلى العمق التاريخي المتنوع بجهة الريف كما قدم تلخيصا للغنى الذي تزخر به منطقة الريف الشرقي من ناحية التراث اللامادي، كما نبه بضرورة توثيقه وأرشفته وعرضه للعموم داخل معارض تاريخية. الأستاذ الباحث في التراث المحلي عبد الحميد قشوح ابن قبيلة تفرسيت ركز على موضوع عمل جمعية افراس من ناحية تنوع التراث المحلي سواء المادي او اللامادي بمختلف مداشر القبيلة ودورها الريادي الذي لعبه هذا التراث ابان فترات وحقب تاريخية سابقة واكد ان استمرار المحافظة على تلك العلاقة بات هدفا رئيسيا لموضوع مشروع الجمعية التي اهتمت بتدوينه وتوثيقه صونا للأجيال المقبلة. مناقشة مجمل الأفكار والآراء المعروضة كانت ايجابية من خلال تدخلات الحاضرين الذين اجملوا استفساراتهم بضرورة صون التراث الريفي الغني وحمايته في من كل تطاول او اندثار، وذلك بالتنسيق بين كل المجالس المنتخبة والسلطات المعنية وجمعيات المجتمع المدني كل في حدود اختصاصها. رئيس الجمعية السيد محمد الفلالي كان له آخر تدخل هدف من خلاله الى ابراز اهمية المشروع والمتمثل اساسا في ثلاث محاور رئيسية هي تكوين فرق عمل داخل الدواوير وتدوين وتوثيق تراث مهم لجماعة عريقة من حجم تفرسيت وابراز العمل الى الوجود من خلال مؤلف يتحدث عن تراثنا سيمكن لا محالة وان بجزء يسير من حفظ جزء من الذاكرة المنسية بالريف. وفي الختام كانت للجميع فرصة لتبادل افكار ثنائية خلال استراحة شاي بالمركز الاجتماعي أفراس عبروا خلالها عن امتنانهم لعمل الجمعية ولموضوع الندوة.