يبدو أنّ حُمّى الاحتجاجات التي أثار زوابعها إبّان الأسابيع الماضية قرار رئيس المجلس البلدي المعني بنسف الحديقة المجاورة للمحطة الطرقية الجديدة وسط مدينة الناظور والمقرونة بإسم "الأندلس" نسبة إلى الأشكال الهندسية التي اتخذ تصميمها، انتقلت إلى الديار المهجرية بمختلف الأرجاء في أروبا وأمريكا، حيث يقيم عدد من أبناء الجالية المتحدرين من إقليمالناظور، إذ عبّر هؤلاء بدورهم عن موقفهم الرافض للقرار المجحف في حق الحديقة المشار إليها والإجهاز على المساحات الخضراء بمسقط رأسهم. وتزايد عدد الأطفال الذين أبدوا سخطا واستياءً بشأن الطبيعة التي تتجه نحو منحدر خطير بالمدينة وكان آخرها إقدام المجلس البلدي على إعدام الحديقة المذكورة آنفا، حيث ندّدوا على طريقتهم الصامتة والصائتة في آن، وذلك برفع لافتات تحوي شعارات غاضبة يطالبون بواسطتها وقف الآلة العاملة على اجتثاث جذور "الإخضرار" من تربة مدينتهم الأم التي مهما فرقتهم عنها الخرائط والبحار والمسافات فإنهم معنيون بها ويحملون همومها تماماً كالحبّ الذي يحملونه لها بين أضلعهم مثلما يفيد لسان الحال. وعليه، فالمشهد الاحتجاجي للأطفال يُشرعن للسؤال إذا لم يلقي رئيس المجلس البلدي بالاً ل"الكبار" الذين خرجوا إلى الشارع في خطوة ساعية إلى وقف زحف السيل الإسمنتي بالمدينة بالأحرى التفاعل مع مطلبهم على أمل الاستجابة، فهل سيقيم المعني بالأمر اعتباراً ل"البراءة"؟