كشفت زلّةُ لسان تفوّه بها نائب رئيس مجلس المستشارين عبد الرحمان أوشن، الحقيقة الكامنة وراء موتِ وزير الدولة عبدالله بَها الذي أودى قطار سريع بحياته في حادث مروري شهده مدخلُ جماعة الشراط ببوزنيقة الأحد الماضي. إذ دعا أوشن، خلال افتتاح جلسة اليوم بمجلس المستشارين إلى تلاوة الفاتحة على روح "عبد الإله بنكيران" بدل "عبدالله بَها"، قبل أن يستدرك زلّة لسانه بعد أن سادت قهقهة في صفوف الحاضرين. وتحملُ هذه الزلّة العفوية معانٍ كثيرة، جاءت ملائمة لما راج قوله إثر وفاة بَها، من أن رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران مات سياسيًا، على اعتبار أن المرحوم كان مرجعه الأساس وسنده وموجّهه في كثير من الأمور التي يقدم عليها قبل وبعد رئاستهم للحكومة. المرحوم عبدالله بَها لم يكن مجرّد صديق مقرّب من رئيس الحكومة، بل كان يده اليمنى التي يحركها في تدبير الشّؤون السياسيّة، والرأس المدبّر، وحكيم حزب العدالةِ والتّنمية ذا الصّوت المسموع، والمواقف الحكيمة، والأقوال المأثورة. ولذلك تُمثّل وفاته ضربة قوية لحزب المصباح الذي يقود قاطرة الحكومة الحالية، خصوصًا لعبد الإله بنكيران. بنكيران نفسهُ كشف على لسانه منزلة بَها لديه بالقول :" ماتت روحي وبقي جسدي" وهي العبارة التي ردّدها بحزن وأسى مرات فور تلقيه فاجعة الوفاة، فروح بنكيران ماتت وبقي جسدهُ يمثل وجوده، أما على المستوى السياسي يبقى السؤال واردا ومنطقيا : "هل مات بنكيران سياسيًا فعلا؟"