لازال إصدار " الرجولة في القلب " للمغني أمين حدادي الملقب بفريكنبو وأمين لبحر، يزداد من حيث نسبة الإستماع خصوصا بعد أمسية " الراب إساوار ثمازيغت " التي حطمت أرقاما قياسية من حيث التفاعل ونسبة الحضور، ويعتبر مقطع " دجيرث ذواس " من أبرز الأغاني التي لاقت نجاحا بين عشاق فن الراب بالريفية، وحفظت كلماتها عن ظهر قلب من طرف متتبعي فريكنبو وأمين لبحر اللذان اكتشفا هذا اللون الموسيقي واستهلا مشوارهما الفني جميعا. يصف فريكنبو في هاته الأغانية ما يعرفه الشارع بعد غروب الشمس، حيث تمتلأ الأزقة بمدمني المخدرات الباحثين عن ضحايا لسلبهم ما بحوزتهم، وبالسكارى الذين تركوا حياتهم الواقعية وراءهم بحثا عن أخرى حسب مقاسهم، وأشار إلى التفاوت الطبقي الذي يعرفه مجتمعنا، والحالة المزرية التي بلغت إليها منظومة مجتمعنا، فبدل بناء مشاريع للتوفير مناصب شغل للشباب، نجد أن عدد السجون هي التي في زيادة، وبدل أن تحسن الظروف الصحية بالمستشفيات نجد أنها تتدهور يوما بعد أخر، وبدل أن يحب المواطن الشرطة ويكون قريبا منها لأنها تحميه، نجد أن الخوف من رجال الأمن يكبر معنا منذ الصغر، في مفارقة تصف الحالة الكارثية التي وصلنا إليها، ويظل الحل الوحيد هو مغادرة البلاد بحثا عن وطن يضمن حقوقا لساكنته. أما أمين لبحر فوضع يده على الجرح الغائر الذي يشتكي منه الشباب، المتمثل في الزبونية والمحسوبية وسياسة " باك صاحبي "، التي تعطي الأسبقية والإمتياز لأصحاب الجاه والمال والنفوذ على حساب المواطن الفقير، واصفا أيضا ما يشاهده ويراه بالأزقة والشوارع من بيع الفتيات للحمهن بأبخس الأثمان، والإستغلال الوحشي للرأسماليين في حق مستخدميهم الذين يكدون بالعمل مقابل أجور متدنية، في مقطع موسيقي يوجه رسالة قوية للمسؤولين الذين تركوا الشباب تائهين في دوامة حياة مليئة بالأشواك والظلام.