تعرفُ مختلف شوارع مدينة مليلية منذُ أسابيع، حملات تبشيريّة مسحيّة تقوم بها فرقة من المُبشّرين القادمة من دولٍ عربيّة تعرف أقلّيات مسيحيّة وعلى رأسها لبنان وسوريا. ويستهدفُ هؤلاء المُتقنون للّغات متعدّدة منها العربيّة، والفرنسيّة، والإسبانيّة، المغاربة الرّيفيّن المُسلمين، حيث يُسلّمونهم أكياسًا تحتوي على أناجيل وكتبٍ مسيحيّة وأقراص مدمّجة بلغات عربيّة وأمازيغيّة، ويشرحون لهم في حوارٍ مُطوّل مبادئ الدّين المسيحي في محاولةٍ لإقناعهم. وقد عاينت ناظورسيتي عمل هذه الفرقة المُكوّنة من أطفال صغار وشباب وشابات، الجائلةِ لمختلف الأماكن العمومية بمدينة مليلية المُحتلّة، وخاصّة الكورنيش الذي يغصّ بالمصطافين خلال أشهر الصّيفِ الحارّة. أحد عناصر الفرقة، في حديث لها مع ناظورسيتي، كشف عن طبيعة العمل الجماعي الذي يقوم به رفقة زملائه. وأضاف أن المجموعة التّبشيريّة التي يشتغل في إطارها، والقادمة من مدينة لبنان، تقوم بتقسيم العمل فيما بينها، لتغطية كافّة الأماكن التي يتواجد فيها مغاربة أو غيرهم مسلمون. المُتحدّث ذاته، قال إنّ هذا العمل تطوّعي تقوم به جمعيات تعمل على نشر الدّيانة المسيحيّة في دول ومدن متعدّدة في العالم. مضيفًا أن كلّ فردٍ يحملُ أكياسًا تحتوي على كتب مسيحيّة، ويقوم بتوزيعها على من يصادفهم في طريقه. أمّا على مستوى الدعم والمساندة في عملهم، قال المتحدّث إن جمعياتٍ بمدينة مليليّة تساعدهم في هذا العمل، وتقدّم لهم الطّعام والمأوى، إلى غاية انتهاء مهمّتهم للعودة إلى بلدانهم. وجديرٌ ذكره أن كتبًا مسحيّة كثيرةً بدأت تغزوا الأسواق، خاصّة الُجوطيّة والأسواق الأسبوعيّة، يُعيد بيعها بائعون متجوّلون للاستفادة من ثمنها بعد أن حصلوا عليها بشكل مجّاني من أعضاء الفرقة التّبشيريّة بالمدينة السّليبة.