تصوير : مراد ميموني نظمت جريدة الريف المغربية عصر يومه السبت 26 دجنبر الحالي بمناسبة إطفائها للشمعة الأولى على صدورها ،ندوة وطنية تحت عنوان "الإعلام والديموقراطية " ذالك بحضور نخبة من رجالات الإختصاص في الميدان الإعلامي والصحف يتقدمهم وزير الإتصال وسفير المملكة المغربية بإيطاليا سابقا "نبيل بن عبد الله"و الأستاذ " طلال سعود الأطلسي"مدير مديرية البرامج بالهيئة الوطنية العليا للإتصال السمعي البصري ، والأستاذ "أحمد زاهد"العضو بنفس الهيئة، والصحافي بالقناة الثانية "حسن برابح" ،وتكلف بتنشيط الندوة الأستاذ أحمد زاهد عضو الهيئة الوطنية العليا للإتصال السمعي البصري وأستهل السيد نبيل بن عبد الله كلمته بتحليل المشهد الإعلامي المغربي وتطرق بإسهاب إلى علاقة الإعلام والديموقراطية وأعتبر أن هذا الموضوع يمكن تناوله من زوايا مختلفة لأنه يشغل بال العديد من الإعلاميين وأعتبر أن البناء الديموقراطي لا يمكن أن يستقيم إلا بإستقامت المشهد الإعلامي، وعرج عن العلاقة المتشنجة بين الدولة و الجسم الصحفي حيث تعيش الأجهزة الرسمية قلقا وإزعاجا كبيرا من طرف الصحافة خصوصا المستقلة منها يغيب عنها الحوار الجدي والبناء ،وتطرق إلى تكثيف أليات الحوار بين الدولة ومختلف أجهزتها لتحصين مكتسبات الديموقراطية الفتية ، وذلك بإستعمال الأليات الحديثة ودون فرض رقابة و سيطرة على أي مكون من مكونات الجسم الصحفي وأشار في محاضرته أيضا إلأى ربط الشراكة بين مختلف الدول للوقوف على العديد من النقائص والتغيرات وربط أيضا بين الحصيلة الإعلامية لعشرية الملك محمد السادس مقارنة مع الفترة السابقة التي عرفة إنحباسا كبيرا في الإنتاج الصحفي وعقما كبيرا في الواصل مع الجماهير وعدد الكم الهائل من المنابر الإعلامية الصادرة في المغرب بين اليوميات والاسبوعيات والدوريات وهامش الحرية المتاح ،و تناول مختلف المواضيع التي تهم جميع المغاربة وتجاوزت كل الطابوهات التي كانت تشكل عقدة على كل الصحافين في فترة تحكم وزارة الداخلية في الجهاز السمعي البصري في زمن إدريس البصري ولم تترك الصحافة أي موضوع لم تتناوله ، وأشار إلى أن المغرب لم يعد توجد فيه الخطوط الحمراء حيث تطرقت الصحافة المستقلة إلى مختلف المواضيع الحساسة ،من ا لملكية والدين و الصحراء، و جل الظواهر والمظاهر الإجتماعية ،وختم مداخلته بالمقارنة بين الإعلام الحزبي والإعلام المستقل،مركزا على المقاولات الإعلامية المختلفة التي تقوم بتفريغ المنابر الإعلامية وأشار إلى أن الإعلام الحزبي يعاني من ضعف التأطير النقابي ، وأن حوالي 25في المائة من الصحافيين بالمغرب غير مأطرين نقابيا أما الصحفي بالقناة الثانية حسن بنرابح فتطرق مختصرا في مداخلته إلى التجربة الميدانية خصوصا بالقناة الثانية فتسائل عن جدوى الإحتفال باليوم الوطني للإعلام مركزا على علاقة الديموقراطية بالإعلام من أجل الوصول إلى مجتمع المواطنة الكاملة وأشار حسن بنرابح كصحفي إلى مجموعة من المشاكل التي يتعرض لها الإعلاميون المغاربة ، ومعيقات الجسم الصحفي مركزا على الإفراط في إستعمال المعلومة أما الأستاذ طلال سعود الأطلسي الذي إستهل مداخلته بتبادل كلمات المجاملة بينه وبينه صديقه الوزير السابق نبيل بنعد الله، ثم عرج عن الأخطاء الكبيرة التي تمنحها الحرية الصحافية لبعض الصحفيين الذين يشمتون وطنهم مشيرا إلى أن الصحافة المغربية مخترقة من النهج الليبرالي الذي يغلب عليه الرأسمال المغربي وأشار أيضا إلى بعض الصحف التي تقوم بتبخيس المسار الديموقراطي وإحتقار مختلف مؤسسات الدولة من حكومة وبرلمان ووزراء ومادامت الديموقراطية جوهرها هو الحرية فإنها ليست مطلقة لهذا فإنه لايمكن أن نتصور أية ديموقراطية حقيقية في المغرب دون إعلام حر ونزيه وديموقراطي، وختم مداخلته بالإشارة إلى حجم الصحافة والصحفيين المجرجرين أمام المحاكم ، وكذلك الغرامات الخيالية التي يحاكمون بها وخلص الأطلسي بالإشارة إلى نقطة هامة في الجسم الصحفي المغربي تتمثل في أن أغلبية الجرائد والمؤسسات الإعلامية المغربية تسيرها عائلات " مقاولات عائلية" وفي نهاية الندوة ساد جو من النقاش والحوار الهادئ بين الحضور الذي توافد بكثرة على قاعة الندوة وأمطروا الأساتذة المحاضرين بسلسلة من الأسئلة والمناقشات والإضافات والإنتقادات التي لقيت ترحيبا كبيرا وتجاوبا من طرف المحاضرون