منصف يوسف يغفل أغلب المهتمين بحرب الريف الدور الأمريكي خلالها، وذلك حينما لقن محمد بن عبد الكريم الخطابي دروسا حربية، للقوى الاستعمارية، في الشجاعة والتخطيط العسكري. فبعد أن دحر القوات الاسبانية الغازية في معركة أنوال الشهيرة بتاريخ 22 يوليوز سنة 1921، التي قتل فيها خيرة الضباط الاسبان وعلى رأسهم الجنرال سلفستري. ارتعدت فرائس القوى الاستعمارية وعلى رأسها فرنسا، التي كانت متحكمة فيما يسمى ب"المغرب النافع" خاصة بعد أن رأت تقدم القوات الريفية ببطء صوب فاس، التي لم تعد تفصلها عليها سوى 20 كلم. ليتم استدعاء "بطل فردان" الماريشال بيتان الذي عبأ إلى جانب الاسبان موارد لوجستيكية وبشرية عسكرية هائلة، تكفي لاحتلال قارة بأكملها (530 طائرة وأكثر من مليون جندي ومرتزق أطرتهم كل من فرنسا واسبانيا) ودول غربية أخرى. ناهيك عن التفوق التقني في مجال الأسلحة والاتصالات...