بتعداد سكاني مهم، وتواجد جغرافي استراتيجي، تَعَرّض حي "آيثْ عِيسَى" المحاذي لحي "بَرّاقَة" الشهير، والقابع أيضا تحت النفوذ الترابي لبلدية الناظور.. على حين غرة، لنُكُوث مجموعة من العُهُود التي قُدّمت له على أطباق وهمية في حملات انتخابية لعدد من المرشحين على مستوى الانتخابات الجماعية أو البرلمانية، وهو ما جَرّ أبناء المنطقة الى الانتفاض والتوعد بمجابهة الطامعين في نيل أصوات من هذا الحي المتجذر في القِدَم بالناظور. ويعتبر حي "آيث عيسى"، أو أبناء عيسى بمنطوق اللغة العربية، من التجمعات الآهِلَة سَكَنِيًّا على مستوى مدينة الناظور.. وذلك بتواجده في مساحة عمرانية مهمة، الأمر الذي لم يشفع للقاطنين به في الاستفادة من عدد من الامتيازات الاجتماعية والبنيوية والهيلكية، التي تأخر فيها الحي لسنوات، عكس أحياء أخرى نالت قسطها من التأهيل الحضري والهيكلي الذي تَبَنّتْه بلدية الناظور. "قرية وسط مدينة"، هكذا وصفت الوضع إحدى نِسْوَة الحي، التي لم يُخَالِجها الحَرَج في سرد أوضاع "آيث عيسى" البئيسة لعدسة ناظورسيتي، أثناء إنجاز هذا الربورطاج وسط زُقاقات وشوارع ذات الحي، الذي يتوسطه واد يُغْرِق المكان كل فصل شتاء بالمياه، يصل علوها في مرات عديدة الى أزيد من متر ونصف.. وهي معاناة جَسّدَتْها ذات المرأة بالقول "فصل الشتاء أصبح نِقْمَة علينا، رغم خيراته المطرية.. لكننا أصبحنا نَتَوَدّد في حلول فصل الصيف بسرعة بدل الشتاء، لما يلحقه بنا الأخير من أضرار". وخلال ذات الربورطاج الصحفي، تَجَنّد عدد من أبناء الحي في سرد معاناتهم المتواصلة مع العزلة والتهميش، من خلال نقلنا الى عدد من الأماكن والمناطق المتواجدة بالحي، والتي تنتظر التفاتة المسؤولين المحليين، الذين "يستغلون المنطقة لأغراض انتخابية وذاتية فقط، عند وصول كل فترة انتخابات"، يقول أحد شباب الحي، قبل أن يستطرد والغضب لَعْلَع في مُحَيّاه "سئمنا من الأكاذيب التي عشنا معها لسنين عديدة سبق وتَوَسّمْنا فيها خيرًا، وكان أملنا في عيش كريم يليق بتاريخ الحي وعراقته، لكن أهواء صُنّاع القرار بالمدينة عكست بالملموس، أن آيث عيسى منطقة لِحَلْبِ الأصوات الانتخابية لا غير". ويعاني حي "آيث عيسى" مع مسلسل طويل من المعاناة، ينطلق من عدم توفره على طريق واحدة مُعَبّدة، تؤدي من وإليه، وغياب لمقاربة أمنية جادة تحمي الساكنين بذات الحيز، من المد الإجرامي وترويج المخدرات.. هذا إضافة الى غياب مرافق ضرورية كمدرسة لأبناء الحي وملحقة إدارية ومستوصف للعلاج والتداوي، على اعتبار أن الحي يعد من الأحياء العَاجّة بالسكان، وهو الأمر الذي أورده أبناء الحي أثناء إدلائهم بتصريحات لعدسة ناظورسيتي. ذات التصريحات لم تخلو من التهديد والوعيد، لكل مرشح توجه الى الحي لتقديم مشروعه الانتخابي مستقبلا، وهو ما أبرزه أبناء الحي المتجندين للأمر بالتأكيد على أن الحي سيشهد تطويقا من طرفهم لمنع أي ترويج انتخابي ب "آيث عيسى"، بعد أن تأكدوا بأن لغة الحملات الانتخابية "كاذبة" و"تخدم مافيات الانتخابات والسماسرة وذوي الأغراض الشخصية"، يضيف رئيس جمعية الحي.. عدسة ناظورسيتي أنجزت ربورطاجا شاملا حول الوضع المزري الذي يعيشه حي "آيث عيسى" وأعدت تقريرا بالصوت والصورة نقلته لكم كالتالي: