انسجاما مع أهدافها التنموية والتضامنية ورغبة منها في النهوض بالواقع الصحي للمرأة القروية على وجه الخصوص، نظمت جمعية أغبال للتنمية والتضامن قافلة طبية أيام 28 فبراير و1و2 مارس 2014 بشراكة مع الجمعية المغربية للبحث والتكوين في الأنكولوجيا الطبية AMFROM، ومصلحة الأنكولوجيا الطبية بمستشفى الأمير مولاي عبد الله بالرباط، بتنسيق مع مندوبية وزارة الصحة بإقليم الدريوش. حلت القافلة المشكلة من حوالي خمسين(50) إطارا طبيا من تخصصات مختلفة إلى جانب مساعدين طبيين وممرضين، مزودين بمعدات طبية متطورة، بالمركز الصحي ببلدية ميضار، ابتداء من صباح يوم الجمعة 28 فبراير، حيث باشرت مهامها في الكشف عن حالات الإصابة بالسرطان على مستوى الرحم والثدي لدى النساء المتجاوزات سن الأربعين، إلى جانب تشخيص أمراض أخرى ذات صلة بالنساء والتوليد، كما شمل الفحص أيضا فئة الأطفال دون سن الثانية عشر. استفاد من خدمات هذه القافلة من خلال الفحص الدقيق المتخصص والمجاني وتوزيع الأدوية، جميع بلدات إقليم الدريوش الفتي كتمسمان ودار الكبداني وميضار الأعلى، وإفرني وقاسيطة وأزلاف وتفرسيت فضلا عن بلديات ميضار والدريوش وابن الطيب، كما رصدت اللجنة التنظيمية التابعة لجمعية أغبال توافد حالات من أقاليم مجاورة كمدينة بركان والناظور والحسيمة، وقد ناهز عدد المستفيدين حوالي ألف وستمائة (1600) منهم 1200 امرأة و400 طفل. تم رصد حالات عديدة من الإصابة بالسرطان في مراحل متباينة من التطور منها ما يتعلق بسرطان الرحم أو الثدي، وقد عبر الطاقم الطبي في القافلة عن بالغ القلق أمام العدد المرتفع من الحالات المسجلة في هذه الحملة والتي تفوق بكثير الأعداد التي تم رصدها في مناطق أخرى من المغرب، لا سيما وأن القافلة قد زارت العديد من جهات المملكة. ومن أجل تحديد العدد الإجمالي والنهائي للإصابات بشكل دقيق، ستخضع الحالات المرصودة للبحث والدراسة من قبل الجمعية المغربية للبحث والتكوين في الانكولوجبا الطبية خلال الأيام القليلة القادمة، ليتم صياغة النتائج في تقرير مفصل سيرفع لا حقا لوزارة الصحة، على أن تتم متابعة الحالات المرصودة في رحلة العلاج، بتوجيهها إلى المراكز الاستشفائية المتخصصة في أمراض السرطان القريبة نسبيا من إقليم الدريوش. وقد تم تسجيل إقبال كبير لساكنات إقليم الدريوش على القافلة الطبية رغبة منهن في الخضوع للكشف عن مرض السرطان بنوعيه (عنق الرحم والثدي) والاستفادة من الخدمات الطبية المتوفرة، الأمر الذي حال دون تمكن القافلة من استيعاب هذه الأعداد الهائلة من النساء والأطفال بالرغم من المجهود الكبير الذي بذله الطاقم الطبي، وهذا مؤشر واضح على مدى تعطش الساكنة للخدمات الطبية الضرورية. إذا كانت هذه القافلة الطبية في نسختها الأولى قد كشفت عن حقيقة المخاطر التي تهدد المرأة بمنطقة الريف بشكل واقعي وعلمي، بعيدا عن زيف الكاميرا والتقارير المغلوطة، ودقت أجراس الإنذار عالية لخطورة تفشي أمراض السرطان، فإنها بالمقابل قد أخرجت الريف من منطقة الظل فبينت رداءة الخدمات الصحية المقدمة، وهشاشة الوضع الصحي، والفقر الشديد في المعدات الصحية، وتعطل المراكز الصحية وغياب الإطار الصحي الفاعل إلا فيما ندر في هذه المناطق التي يبدو أنها ستظل إلى ما شاء الله في دائرة الحرمان والتهميش.