في إطار فعاليات الملتقى الخامس للصحافة الذي نظمه نادي الصحفيين لمدينة صفرو تحت شعار الصحافة الوطنية في خدمة الوحدة الترابية ما بين 21 و 23 فبراير 2014 التقى أزيد من 60 صحفي و صحفية يمثلون مختلف المنابر العلمية الوطنية و المحلية و الإلكترونية على امتداد ثلاث أيام استضافت ثلة من الأساتذة و الباحثين و الخبراء في المجال لمناقشة علاقة الجسم الصحفي بقضية الوحدة الترابية من خلال إجابة حول مجموعة من الأسئلة التي تلتقي في مجملها حول كيفية تفعيل آليات العمل الصحفي و وسائل الإعلام لخلق جبهة قوية قادرة على تسويق المكتسبات و تعزيز حضور المغرب عبر دبلوماسية قوية منطلقها آلة إعلامية موحدة من حيث الأهداف و الاستراتيجية الكفيلة بدحض كل المزاعم و تفنيد ادعاءات خصوم الوحدة الترابية داخل المنتديات العالمية و داخل المعاقل الداعمة للأطروحة الانفصالية. هذا وقد عرفت الجلسة الافتتاحية التي استضاف أشغالها أحد المنتجعات السياحية بجماعة سيدي خيار التابعة لإقليم صفرو حضور عامل الإقليم و فعاليات إعلامية جهوية تلتها الندوة الأولى من تأطير أستاذ العلوم السياسية بكلية الحقوق بالمحمدية الدكتور و الأستاذ الجامعي حسن بنعباية عضو المكتب السياسي لحزب اتحاد الدستوري و المستشار و الخبير لدى منظمات دولية اقتصادية حول موضوع " الإعلام و الدبلوماسية المغربية " . حيث تناول جانب الدبلوماسية المغربية في علافتها بالإعلام أشار فيها إلى الرهانات المطروحة أمام الصحفي قصد مواكبة ملف الوحدة الترابية و تحديات تحقيق الانسجام في الدفاع عن القضية بمهنية عالية وفق برنامج منتظم و متواصل لمواجهة تحركات الآلة الإعلامية الجزائرية و داعمي الأطروحة الانفصالية مشيرا إلى أن الثورة العربية و الإلكترونية فرضت تطوير آليات العمل لحظة بلحظة كما أكد الدكتور حسن بنعباية لاسيما و أن المغرب و من منطلق النتائج التي تحققت على مستوى دبلوماسيتة الشعبية و الرسمية يبقى في حاجة إلى ذراع إعلامي قوي يتوفر على كافة التفاصيل و المعطيات التي تجعله يستوعب كل التطورات و المتغيرات المتعلقة بالملف سواء في ردهات الأممالمتحدة أو في باقي المحافل معتبرا أن الصحفيين المغاربة يمتلكون من القدرات و الوسائل ما يجعلهم قوة مساندة للدبلوماسية المغربية. وفي اليوم الثاني من الملتقى أطر دكتور العلوم السياسية وعضو الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري و عضو هيئة الحكامة الدستورية ذ.بوشعيب أوعبي حول موضوع: " الإعلام و الوحدة الوطنية " ركز فيها على أهمية الوازع الوطني و الشعور بالانتماء في رص الصفوف و تحقيق الإجماع في الدفاع عن ملف الصحراء المغربية منبها إلى أن الحديث عن الوحدة الترابية لا يجب أن يغفل جوانب أخرى ذات أهمية من قبيل تعزيز التلاحم الشعبي الذي يعد أساسا في كل دفاع عن المجال الترابي مؤكدا أن الجانب الإعلامي ظل و سيظل عاملا مؤثرا في توجيه الرأي العام و تأسيس جبهات متراصة غير قابلة للاختراق كما أثار الأستاذ المحاضر العديد من النقط ذات الارتباط بمسألة الدبلوماسية الإعلامية و الأدوار المنوطة بها خاصة وأن موضوع الوحدة الترابية يتقاطع مع مواضيع أخرى و ملفات ترتبط بالجهوية و السيادة الوطنية في علاقتها أيضا بمجالات قانونية و دستورية من علوم سياسية و اقتصادية و قانون إداري دون نسيان المرجع التاريخي و الأدبي الذي يؤطر قضية تتداخل فيها عوامل مختلفة ومن هنا فإن الصحافة لا يمكن أن تقوم بدورها دون الإلمام بهذه الجوانب في ظل التنوع المجتمعي للمغرب و غنى مكوناته العربية والإسلامية و الأمازيغية و الصحراوية الحسانية مما يعتبر تحديا و مسؤولية للحفاظ على هذه الوحدة المجتمعية التي نص عليها الدستور و احتوتها الثوابت الدينية الإسلامية لبلدنا. وفي تحليله لإكراهات العمل الصحفي و تطور مهنة المتاعب رصد الخبير ذ.بوشعيب أوعبي أهم العقبات التي تقف في وجه منظومة الإعلام بصفة عامة سواء منها المكتوبة أو المرئية و الإلكترونية والتي وصف الأرقام المتعلقة بها بالمحتشمة بالنظر إلى معدلات و نسب القراءة و التتبع المتدنية و التي لا تتجاوز 500 ألف نسخة مطبوعة أي بنسبة 1.2في المائة إلى 2.00 في المائة بمنبر إعلامي لكل 140 ألف شخص فيما تبلغ نسبة المشاهدة المرئية 40 في المائة و 60 في المائة بالنسبة للإعلام الإلكتروني باختلاف أصنافه بما فيها شبكات التواصل الاجتماعي و المواقع بشتى مجالات اشتغالها و نشاطها. وأكد الأستاذ في الأخير أن دعم الإعلام المكتوب والإلكتروني يبقى ضروريا و لا مناص منه خاصة الصحافة المحلية التي تمارس أدوار إعلامية تقوم على القرب و التواصل الدائم و القدرة في التغطية و المواكبة لكافة التفاصيل و التطورات بشكل يجعلها مؤطرا داخل المجتمع و بالتالي فتميكنها من آليات الاشتغال و الموارد المالية سيقوي حضورها ويركز تأثيرها على الرأي العام انطلاقا من خدمة قضية الوحدة الترابية و الوطنية و تنشئة الأجيال على حب الوطن و الانتماء. ويذكر أن الملتقى أنهى أشغاله بتوصيات هامة في بيانه الختامي تضمنت مختلف القضايا و النقط الكفيلة بنحسين وضعية الصحفيين و تنظيم المهنة و تخليقها مع مطالبة الجهات الرسمية و الوصية إلى نهج سياسة أكثر انفتاحا اتجاه الجسم الصحفي و تخصيص الدعم الكافي للمنابر الإعلامية بما فيها الصحافة المحلية و الإلكترونية. واعتبر نادي الصحافة لصفرو في بيانه الختامي أن الرهانات المستقبلية في ظل الثورة الإعلامية و تعدد وسائط الاتصال تفرض الرقي بالرسالة الصحفية و مواكبتها لكل وسائل العمل الحديثة مع تكثيف الجهود و التنسيق بين جميع الفاعلين في المجال من صحافة مكتوبة وطنية و محلية وجهوية و تحسين أداء الدبلوماسية الرسمية بالانفتاح على المنابر الإعلامية الفاعلة و القادرة على تسويق صورة المغرب و توضيح شرعية مطالبه و عدالة قضيته.