صفرو/ جماعة كندر سيدي خيار: نادي صفرو للصحافة واللقاء الوطني الخامس للصحافة تحت شعار: "دور الصحافة الوطنية في خدمة الوحدة الترابية" دور الصحافة الوطنية في خدمة الوحدة الترابية، هو شعار الملتقى الوطني الخامس للصحافة الذي دأب نادي صفرو للصحافة على نتظيمه كل سنة بالمعلمة المتميزة الموصل السياحي الذي يبعد عن مدينة ايموزار كندر ببضع كلميترات، وهو محطة سياحية ساهمت وتساهم، منذ افتتاحها، في تطوير وتنمية القطاع السياحي بهذه المنطقة، وبالضبط بالجماعة القروية كندر سيدي خيار التي يرأس جماعتها الزميل الحسن بوغانيم الإطار السابق بوزارة الاتصال. حفل الافتتاح تميز بالحضور الوازن لكل فعاليات إقليمصفرو، يتقدمهم السيد العامل عبد السلام زوكار، والكاتب العام للإقليم، وعدد من الأطر العاملة بهذه العمالة والبرلمانيون ورؤساء الجماعات القروية، وممثلو جمعيات المجتمع المدني والأحزاب السياسية والنقابات وعدد كبير من الزميلات والزملاء الصحفيين الذين جاؤوا لإغناء هذا الملتقى كالعادة بأفكارهم وأرائهم، وهم من مختلف المشارب الاعلامية. وفي كلمته بهذه المناسبة، أكد السيد العامل على دور الإعلام في شتى مناحي الحياة عامة، وفي خدمة الوحدة الترابية للملكة بوجه خاص. ذلك أن موضوع الوحدة الترابية للمملكة هو موضوع لا يهم الدولة فحسب، بل كل شرائح المجتمع. فالمطلوب يضيف السيد العامل، هو المساهمة في الدبلوماسية الشعبية والدفاع عن الوحدة الوطنية، ودور الإعلام أصبح يفرض نفسه أكثر من أي وقت مضى لنكون جبهة قوية لمواجهة أعدائنا إعلاميا. وشدد على دور الصحافة والإعلام في هذا الباب، ومن خلال نادي الصحافة لصفرو الذي اختار هذه السنة شعار: "دور الصحافة الوطنية في خدمة الوحدة الترابية، ودور المشاركات والمشاركين والسادة المؤطرين، الذين تم اختيارهم لهذه الدورة، للخروج باستراتيجية في هذا الباب، بالإضافة إلى التوصيات التي ستكون عصارة هذا الملتقى خدمة للقضية الوطنية، وأشاد في الأخير بنادي الصحافة بصفرو، من خلال الأنشطة الاشعاعية التي يبرمجها كل سنة، متمنيا لكل أعضائه التوفيق والاستمرارية في مثل هذه الأنشطة الاشعاعية الهادفة. من جهته، أشار الزميل مصطفى الدويب، مدير الملتقى إلى الحصيلة التي راكمها النادي منذ تأسيسة سنة2009، معتبرا أن هذا الملتقى كان فكرة في البداية إلى أن أصبح واقعا ملموسا، وتعدى إشعاعه المحلي والجهوي إلى الوطني والدولي، وهو ثمرة جهد متواصل وانسجام تام بين أعضائه. وتقدم بالشكر إلى السلطات المحلية وعلى رأسها السيد العامل، والمنتخبين، على دعمهم الدائم لهذا الملتقى، وكذا السادة الأساتذة المؤطرين، لكل الملتقيات، والزميلات والزملاء الصحفيين من مختلف المدن والمنابر الإعلامية الوطنية والمحلية والجهوية. وجاءت كلمة الزميل الحسن بوغانيم رئيس جماعة كندر سيدي خيار القروية، لتترحم مدى التلاحم بين السلطات المحلية والمنتخبة، حيث هنأ السيد العامل على تجدد الثقة فيه من طرف صاحب الجلالة، ليبقى على رأس هذا الاقليم نظرا لعمله وعطائه ووطنيته. وتطرق إلى أهمية الاعلام وأدواره الكبيرة سواء كان مكتوبا أو سمعيا بصريا، في بلورة المشاريع والبرامج التي تخص حال ومآل المجتمع وتوجيهه، لذا يضيف السيد الرئيس، فإن توظيف الإعلام في أغراض التنمية أمر ضروري لبلوغ الأهداف والغايات المرسومة في ميدان التربية والتوعية المرتبطين أساسا بالتنمية المجتمعية المندمجة والمتكاملة. ولتحقيق هذه الأهداف وسواها، يجب على وسائل الإعلام والصحافة على وجه الخصوص، أن تظل على صلة بما تميله الظروف الاجتماعية والتحولات الاقتصادية والسياسية ويقظة في وجه بعض الظواهر السلبية تصحيحا للوضع ودرءا للمفاسد. وأكد على دور الصحافة لمواجهة الحملات العدائية التي تحاك ضد بلدنا وضد وحدته الترابية، والتي تسخر في محاولة الحد من السرعة التي تسير بها عجلة النمو والاصلاحات والتقدم ببلادنا تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله. وختم كلمته باقتراحه معالجة موضوع "الإعلام والعالم القروي" في الدورة القادمة لهذا الملتقى. صاحب المشروع الموصل السياحي، السيد عمر عزيزي رحب بالحضور المتميز بأبيات شعرية تنم عن حب جارف لهذه الوجوه التي أثثت فضاء هذه المعلمة السياحية قائلا: لو علم الموصل بمن زاره فرحا واستبشر موضع القدم وأنشد بلسان الحال قائلا: أهلا وسهلا بأهل الكرم والجود والقلم وأضاف بأن هذا الملتقى هو منبعا تواصليا ومعرفيا، ومنبرا إعلاميا لأهل الأفكار، والأقلام المميزة، وأشاد بالدعم والمساندة لهذه المحطة السياحية المتميزة تحت العيون الساهرة للسلطات المحلية بكل فروعها، لتحقيق الأمن والأمان والسلامة والاستقرار تحت قيادة صاحب الجلالة نصره الله. وختم كلمته بكون المنطقة، منطقة سياحية بامتياز، وتتطلب التطوير والتأهيل، استجابة لطلبات السياحة الداخلية والخارجية، ومن تم فقد لاحظتم الأشغال التي تعرفها هذه المؤسسة بإضافة 32غرفة و12شقة سويت ومطعم خاص بالنزلاء ومسبح خاص بالنساء، وتوسعة المركز الترفيهي وقاعة كبرى متعددة الخدمات، وفضاء للرياضة وغيرها. وفي ختام الجلسة الافتتاحية، تم تكريم الزميل يوسف بوسلامتي مدير جريدة الصفروية، نظرا لما قدمه من خدمات لقطاع الإعلام بإقليمصفرو، وسبق له أن عمل في مجموعة من المنابر الوطنية والمحلية منذ سنة1998. وقد قدم له السيد العامل، شهادة تقديرية باسم نادي صفرو للصحافة، وهدية رمزية تحفيزا له على العطاء والبذل، وقد تم إختيار الزميل يوسف بوسلامتي من طرف نادي الصحافة بصفرو ليحظى بهذا التكريم. الجلسة الأولى تميزت الجلسة الأولى بالعرض القيم والشامل الذي قدمه الدكتور حسن اعبيابة، الأستاذ الجامعي بجامعة الحسن الثاني بالمحمدية، ورئيس المنتدى الليبرالي، وعضو المكتب السياسي الإتحاد الدستوري، تناول فيه الإعلام والديبلوماسية المغربية، حيث أشار إلى التحولات التي عرفها العالم منذ1945، أي بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، متسائلا عن ما أنتجه العالم منذ ذلك التاريخ إلى اليوم، من ذلك ديمقراطية متوافق عليها، وتقدم اقتصادي أفرز مجموعة الثمانية التي تعتبر أكثر تقدما عن باقي دول العالم، والتي يبلغ عددها 193دولة معترف بها لدى الأممالمتحدة وتحدث في الشق الأول عن الإعلام مصنفا إياه إلى إعلام ناقل للخبر وإعلام ناقل للمواقف، ثالث ناقل للتحاليل، والظهور القوي للقنوات الإعلامية، حيث يحتل الإعلام المكانة الأولى بالانتقال من السلطة الرابعة إلى السلطة الأولى وبالتالي إلى صناعة الرأي العام. لقد أصبح الإعلام، يقول الدكتور اعبيابة، أكثر من أي وقت مضى، يلعب دورا هاما وخطيرا للغاية، وأصبح يهتم أكثر بقضايا حقوق الإنسان، والديمقراطية والتنمية، مؤكدا على أن الحقوق يجب أن تقابلها الواجبات على اعتبار أن هناك حاجات جديدة أصبحت هاجس الفرد، الذي تغيرت مطالبه وأصبح الشغل هو الهاجس ليعيش حياة رغدة وتحقق المجتمعات من خلاله مفهوم التنمية بكل أبعاد. وانتقل إلى الشق الثاني والمتعلق بضرورة مواكبة الإعلام للقضايا الكبرى، وفي قلب هذا الصراع المرير في ظل الأزمات الاقتصادية والسياسية. مؤكدا على المراحل التي مرت منها قضية الوحدة الترابية من تقاطعات وتجاذبات، علما بأن المغرب قوي بعدالة قضيته ومشروعيتها التاريخية والشعبية من خلال الإجماع الوطني حول هذه القضية. لكل ذلك يضيف الدكتور اعبيابة يجب أن يكون الإعلام حاضرا بقوة ليفضح كل الطروحات الوهمية لخصوم الوحدة الترابية، والتي سخرت أموالا باهضة للنيل من هذه الوحدة، لكنها لقيت فشلا ذريعا على كل المستويات وكان اقتراح الحكم الذاتي المبني على السيادة الوطنية ضربة قوية للخصوم، ولذلك يجب استثمار كل الجوانب الإيجابية في هذا الملف والإنتقال إلى الهجوم، لكسر شوكة الخصوم الذين يصدرون مشاكلهم على حساب هذه القضية. واستعرض الدور الذي يلعبه المغرب بقيادة جلالة الملك، في إرساء قواعد الدبلوماسية الاقتصادية من خلال مشاريع تنموية في عدد من الدول الافريقية، واعتبره مؤشرا كبيرا من مؤشرات المعالجة الرزينة لمثل هذه القضايا. وخلص في الأخير إلى أن على الإعلاميين بكل مشاربهم، استغلال نقط ضعف الخصوم، وتسويقها إعلاميا، خصوصا وأن الجارة الشرقية لها من المشاكل مايكفي لكسر شوكتها، والتي تسيئ بها لبلدنا، وتستغل كل المناسبات للنيل من المغرب… لذلك يجب وضع استراتيجية مواكبة للعمل الديبلوماسي والإقتصادي والشعبي تخص الإعلام، لما للإعلام من أدوار خطيرة في الوقت الراهن. أما العرض الثاني الذي ألقاه الدكتور بوشعيب أوعبي الأستاذ الجامعي بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس في موضوع الإعلام والوحدة الوطنية. والذي تناول فيه الدور الذي يجب أن يلعبه الإعلام لخدمة القضية الوطنية، خصوصا وأن هذا الموضوع يزعج الخصوم، ويجب إثارته باستمرار وبقوة، من طرف كل وسائل الإعلام، هذه الوسائل يجب النهوض بها ودعمها الدعم الكامل، معتبرا أن سياسات الدول كانت تبنى من فوق، لكن العكس هو الذي يجب أن يكون، وهو سياسة القرب، وهو ما يدفعنا إلى مفهوم الجهوية الموسعة التي يشتغل عليها المغرب من خلال اللجنة التي عينها صاحب الجلالة والتي أنهت عملها في انتظار المصادقة على هذا المشروع الضخم. وأضاف المحاضر، بأن دعم الإعلام بكل مكوناته والتركيز على الإعلام الإلكتروني، والسمعي البصري، على اعتبار أنه أصبح الأكثر ولوجية، واستغلاله في دعم القضية الوطنية بشكل قوي من شأنه أن يتصدى لكل المؤامرات الخارجية بشأن هذه القضية العادلة، وأشار إلى أن على الجهات الوصية على الإعلام، يجب أن تنظم هذا النوع من الإعلام حتى يلعب أدواره المنوطة به في هذا الإطار، حيث الطموح إلى إعلام ديمقراطي مدعم من طرف الدولة. وأضاف بأنه يجب تزويد الصحفيين بالمعلومات الكافية، ليتمكنوا من امتلاك كل الأدوات للإشتغال عليها والتصدي لكل ما من شأنه أن تمس الوحدة الوطنية، واستبدل الوحدة الوطنية بالوحدة الترابية لما لها من مدلول أعمق وأشمل. وشدد على ضرورة التسريع بإخراج القوانين التنظيمية للجهوية الموسعة، مع إعطاء الأسبقية للأقاليم الصحراوية، وتطرق إلى وظائف الإعلام وأدواره في مثل هذه القضايا، على اعتبار أن الدول المتقدمة تضعه في مقدمة القطاعات، إذ من خلاله استطاعت فرض هيمنتها والتسويق لكل الطروحات التي تبتكرها خدمة لأغراضها ولتطبيق استراتجيتها على المستوى الداخلي والخارجي. ونوه بالعمل الذي يقوم به عدد من الصحافيين المغاربة، الذين يشتغلون على قضية الوحدة الوطنية وكذلك المجهودات التي بذلتها الدولة في هذا الباب كأحداث القناة السادسة الدينية وإذاعة محمد السادس على اعتبار أن المغرب مالكي في العقيدة الشرعية وإنشاء القناة الثامنة الأمازيغية، والإذاعة، حماية للوحدة اللغوية كما تم إنشاء قناة طرفاية عام 1974 ثم إذاعة الداخلة، في الوقت الذي لم تهدأ مناورات الخصوم بإنشاء قناة البوليساريو وكانت الهجمات الشرسة من طرف الجزائر وليبيا، غير أن المغرب المؤمن بعدالة قضيته، له من المقومات ما يكفي لصد كل المناورات، والإعلام يعتبر أحد الركائز التي يجب أن تستغل بالشكل المطلوب لوضع حد لهذا المشكل المفتعل. مناقشات العروض أثمرت أفكار وتصورات أضفت على هذه الدورة أهمية بالغة على اعتبار راهنية الموضوع منذ خطاب صاحب الجلالة التاريخي حول هذا الملف، وأثمرت جملة توصيات حملها البيان الختامي الذي صادق عليه المشاركون من زميلات، وزملاء صحفيين قادمين من مختلف المدن المغربية والذين يمثلون منابر وطنية ومحلية وجهوية، حيث فاق عددهم 60مراسلا وصحفيا من تطوان والناظور وتازة والدار البيضاء والرباط وفاس ومراكش وبنسليمان والرباط وإفران وإيموزار وطبعا مدينة صفرو التي احتضنت هذا الملتقى. وقد اختتم الملتقى بحفل ساهر، تم خلاله إلقاء عدد من القصائد الشعرية وتقديم الشواهد لكل المشاركات والمشاركين في هذه الدورة.