استضفنا في موقع "ناظورسيتي" الأستاذ والصحافي جمال الفكيكي، وأجرينا معه حوارا شيقا، حيث تحدث الأستاذ عن حياته الخاصة و المهنية ثم أهم المراحل التي قطعها لولوج عالم الصحافة، وكذا عن أهداف جمعية مراسلي الصحف الوطنية بالحسيمة. في مايلي نص الحوار : في البدية، نود منك أن تحدثنا عن تجربتك في مجال الإعلام ؟ بدايتي في مجال الإعلام، كانت سنة 1992، حين كنت مراسلا لجريدة أنوال لسان منظمة العمل الديمقراطي الشعبي، في مدينة الحسيمة، وذلك بإيعاز من صديقنا وزميلنا المرحوم أحمد أومغار الذي شجعني كثيرا من أجل ذلك. وبعد الانشقاق الذي وقع في الحزب، توقفت الجريدة عن الصدور، لنتحول جميعا إلى الجريدة الجهوية " الأنوار " التي كانت تصدر من مدينة تطوان، لتتحول إلى جريدة وطنية. ومباشرة بعد الاندماج الذي وقع بين مكونات اليسار المغربي سنة 2000، منظمة العمل الديمقراطي الشعبي والديمقراطيون المستقلون والحركة من أجل الديمقراطية، أصدر هذا التجمع جريدة بعنوان " اليسار الاشتراكي " وكنت مراسلا لها بالمنطقة. ونظرا لبعض الظروف، ومن أجل تطوير قدراتي في مجال الإعلام، انتقلت في شهر نونبر من سنة 2001 إلى جريدة " الصباح " التي مازلت أشتغل مراسلا لها في مدينة الحسيمة. وأتذكر أن أول مراسلة بعثت بها إلى جريدة " أنوال " كانت تتعلق بلاعب شباب الريف الحسيمي حسن البشريوي. ماهي بعض النواقص التي ربما قد تكون سجلتها بخصوص الصحافة الالكترونية بالريف ؟ في البداية، أتوجه بالشكر الخالص لجميع الزملاء الذين يشتغلون في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني بمنطقة الريف. فجميع التجارب أعتبرها ناجحة. ونحن نعتمدها أحيانا مصادر لبعض الأخبار. جميع المجهودات التي يبذلها الزملاء مشكورة. ولكن هذا لايعني أنها متكاملة، بل ينبغي دائما أن نبحث سويا عما يمكن أن يغني هذه التجارب ويبلورها، ويساهم في تطوير هذا الإعلام ليكون في مستوى تطلعات المواطنين. لذا ينبغي دائما التأكد من الخبر، وتقديم الرأي الآخر، وإجراء حوارات في مختلف المجالات كالصحة والتعليم والنقل والضغل، وطرق جميع الأبواب للبحث عن الخبر، والتنقل إلى مختلف المناطق والأسواق والإدارات من أجل إنجاز تحقيقات وروبورتاجات. وأتمنى أن يكون الإعلام يعكس واقع المنطقة، دون المساس بحرية الفرد أواللجوء إلى القذف أوالسب. هل حققت الصحافة بالريف الأهداف المرجوة منها ؟ فعلا، يمكن القول إن الصحافة بالمنطقة حققت بعض أهدافها. فمعظم المواقع الإلكترونية بالمنطقة تشتغل بنوع من الجدية، وتقدم دائما المستجدات على مستوى الأخبار. بل هناك منها ماشق طريقه نحو صحافة إلكترونية مهنية. ولايبق لنا إلا أن نشيد ونفتخر بما حققته هذه المواقع من تطور، إن على مستوى المضمون أوالشكل، وذلك في أفق بلورة إعلام جهوي يليق بسمعة المنطقة وتاريخها. لماذا جمعية مراسلي الصحف الوطنية ؟ حين أسسنا جمعية لمراسلي الصحف الوطنية بالحسيمة، كان الهدف من التأسيس، الدفاع عن حرية الرأي والتعبير والقضايا المعنوية والمادية والمهنية للصحافيين المنخرطين فيها. كما تروم الجمعية، النهوض بقطاع الإعلام بغية تطوير أدائه وآليات اشتغاله، وذلك عن طريق تنظيم دورات تكوينية لفائدة العاملين بالمنابر الممثلة في الجمعية، والانفتاح على الإعلام الإلكتروني، وكذا تنظيم الزيارات وتبادلها مع مختلف المؤسسات المهتمة، ذات الأهداف المشتركة سواء داخل الوطن أوخارجه، إلى جانب تنظيم ندوات زتظاهرات إعلامية وثقافية ورياضية واجتماعية داخل الوطن. ونحن نحاول قدر الإمكان ترجمة هذه الأهداف إلى الواقع، بمعية بعض الشركاء، وبمساهمة جميع الزملاء وممثلي المواقع الإلكترونية. ماذا قدمت الجمعية لواقع الإعلام في المنطقة ؟ نحن بصدد تسطير برنامج خاص خلال السنة المقبلة. فبعد اليوم التكويني المنظم أخيرا، سنعمل على استدعاء أخصائيين آخرين في مجالات أخرى، لتحسيس الزملاء الإعلاميين بمخاطر هذه المهنة وكيفية التعامل مع الخبر. كما أننا بصدد تكريم وجوه إعلامية بالمنطقة وفاعلين آخرين. كما أننا دائما نتضامن مع بعض الزملاء الذين يتعرضون لمضايقات. بصفة عامة، نحن نفتح ذراعينا للجميع للتعاون وتبادل الخبرات، من أجل الدفع بالإعلام المحلي إلى ماهو أفضل. ماهو الهدف المرجو من اليوم المنظم من طرف جمعيتكم لفائدة إعلاميي المنطقة ؟ اليوم الذي نظمته الجمعية أخيرا لفائدة مراسلي الصحف الوطنية وممثلي المواقع الإلكترونية بالحسيمة، ليس الهدف منه إعطاء دروس في الصحافة، بل كان الهدف منه هو تجميع إعلاميي المنطقة من أجل التداول ومناقشة بعض الجوانب التي تهمهم. استدعينا لهذا الغرض الأستاذة فاطمة ياسين، الإعلامية السابقة في مجموعة من المنابر الإعلامية، وقدمت أفكارا نظرية وتمارين تطبيقية من أجل الاستئناس والوقوف على بعض الثغرات التي يمكن أن يقع فيها الإعلاميون. وقد كان هذا اليوم مفيدا بشهادة المشاركين. ونتمنى أن يصبح هذا تقليدا بمدينة الحسيمة، حتى نطور إمكانات وقدرات الجميع. هل هناك دعم من المجالس المنتخبة و الشركات لهذا القطاع ؟ أعتقد أن المشكل الوحيد الذي يواجه الإعلام الإلكتروني بالمنطقة هو الدعم. ففي ظل غياب هذا الدعم من طرف المجالس المنتخبة والفاعلين الاقتصاديين، لن يكون هناك تطور في هذا المجال. فالجميع يشكو غياب الدعم والموارد المالية. فالصحافي العامل في هذا المجال، يصعب عليه التنقل، أواستعمال هاتفه المحمول للتأكد من خبر ما، الشيء الذي يمكن أن يشكل عائقا نحو تطوير الإعلام، نحو صحافة إلكترونية مهنية متخصصة. هل ترى أن تقنين الصحافة الالكترونية سيكون له وقع إيجابي على الميدان؟ بطبيعة الحال، فقد آن الأوان لوضع قانون للصحافة الإلكترونية، ولكن بالاستشارة مع ممثلي هذه الصحافة. فتقنين هذه الاخيرة، يسمح مثلا للصحفي، بالحصول على بطاقة الصحفي المهني، والدعم من قبل الوزارة الوصية. كما أن من شأن ذلك، وضع حد لماينشر على بعض المواقع من مواد إعلامية مجردة عن الحقيقة، وفيها عبارات السب والقذف موجهة لأشخاص ذاتيين، أوبعض الاتهامات المجانية. فقد آن الأوان، ليكون كل واحد مسؤول عما ينشره، ويحترم المعايير المهنية والأخلاقية. الصحافة الإلكترونية في العالم تعرف تحولا خطيرا، وهو تحول يساير منطق السوق، اقتصاديا وسياسيا. فوسائل الإعلام الرقمية بدأت تدخل في سلوك وعادات المستعملين. وأعتقد أن مايجب القيام به هو إضفاء الطابع المهني على هذا المجال وتعزيز مكانة الصحافي، وضبط مبادئ أخلاقيات المهنة داخل هذا النوع من الإعلام. وهذا لايتاتى دون رسم سياسة تعتمد أساسا على التدريب والتكوين في مجال الإعلام الإلكتروني عامة، وتطوير الشراكات مع المنظمات الدولية العاملة في هذا المجال. كلمة أخيرة. أشكر الزملاء في موقع " ناظور سيتي " على هذه الاستضافة، وأعتبر هذا فرصة لتقيين الإعلام الإلكتروني بالريف. وأتمنى أن يعمل الزملاء أنفسهم على فتح أذرعهم لمختلف الفاعلين من أجل إزالة اللثام عن مجموعة من القضايا التي تؤرق المواطنين بالمنطقة.