شرعت شرطة المرور بالحسيمة في القيام بحملة ضد استعمال الزجاج الداكن الذي يحجب رؤية ما بداخل السيارات، لدواع أمنية. وتقوم الشرطة منذ أسبوع تقريبا بتنبيه من يستعملون هذا النوع من الزجاج، سواء كان الزجاج خلفيا أو لنوافذ السيارة الجانبية، بضرورة استبداله، بيد أن الأمر يمكن أن يصل الى حد حجز السيارة إذا تبين أنه سبق تنبيه صاحبها لتغيير الزجاج. ويسجل رجال شرطة المرور أرقام السيارات التي تستعمل زجاجاً داكناً يحجب رؤية ما بداخلها سواء كانوا أشخاصاً أم أمتعة. ويتم حالياً إيقاف أية سيارة بزجاج داكن، حسب ما اورده الكثير من المواطنين، بينما يتم تغريم آخرين. يدخل زجاج السيارة الداكن أو ما يعرف بال«فوميه» ضمن أساسيات «التشبيح » المنتشر بشكل كبير وبطريقة غير قانونية لدى الكثير من المواطنين ومما لا شك فيه أن الزجاج الداكن هو ضمن قواعد التشبيح الشبابي، والتباهي به بين الأصدقاء، كما أنّها تساعد في عدم إظهار هوية الفتاة التي تكون موجودة داخل السيارة مما يعد جريمة يعاقب عليها القانون ،حتى في ظل قانون الإرهاب في العديد من دول الربيع العربي، ومن بينها ليبيا والعراق اللتان تحاكمان راكبي مثل هذه السيارات بقانون أشد عقوبة باعتبار ان كل السيارات المفخخة تحمل مثل هذا الزجاج.وقد اصبحت تورق بال الكثير من المواطنين وحتى السلطات الأمنية، خصوصا أمام محيط المؤسسات التعليمية والجامعات و الأماكن الخالية المشبوهة ، ومن ضمنهم شباب و متزوجون. والغريب في الأمر كله هو قيام بعض رجال السلطة ومن ضمنهم الشرطة ورجال الدرك ومسؤولين نافذين، ضاربين القانون عرض الحائط متعمدين تضليل نوافذ الزجاج وتعتيمها، مستغلين الفرصة لأغراض غيرأخلاقية وتعاطي المخدرات و احتساء الخمر داخل السيارات رغم وجود المارة فإنهم لن يستطيعوا تمييز ما بداخل السيارات التي تظل مركونة في أماكن لا تثير أية شبهة.وجدير بالذكر ان الحملة تظل غير ذات جدوى بالنظر إلى كونها تستثني رجال الشرطة والدرك من أية ملاحقة، في حين يظل المواطنون في مرمى دوريات الشرطة والدرك عبر الطرقات، كما تستثنى من هذه الحملات السيارات التي تحمل زجاجا معتما من الشركة المصنعة للسيارة، ونشير إلى ان العملية برمتها لا تعدو ان تكون سحابة صيف عابرة بالنظر إلى كونها تكتسي طابع الإنتقائية، فلو كانت السلطات جادة فيما اقدمت عليه لشنت حملة على بائعي مثل هذه الأدوات التي تستعمل في تعتيم الزجاج والتي تدخل في إطار المواد المهربة.