تعيش مقبرة "مولاي بغداد" بحي إصِبّانَنْ بالناظور، وضعا مأساويا للغاية، بعد أن طالتها أيادي الإهمال والتهميش، لِتَغْدو مَرْتعًا للمتسكعين وهواة مُعَاقرة الخمر وتعاطي المخدرات القوية.. ولعل كل قاصد لهذه المقبرة الضاربة في القدم، لَسَيَلْحَظ لا محالة مناظر ومشاهد مؤسفة لحُرْمة من رقدوا بهذه المقبرة وهي تنتهك من قبل المواشي والدواب والكلاب الضالة، التي باتت تلجأ الى شواهد ومقامات المقبر للنوم فوقها، دون أن تتدخل المصالح المعنية لحمايتها. الأمر الأدهى والأمر، هو تعرض مجموعة من المقابر لانتهاك صارخ ومفضوح، من قبل المشعوذين ورُوّاد الخُرافات.. حيث لوحظ في بعضها مجموعة من الحفر الغائرة، التي قال عنها أحد الساكنين المجاورين للمقبرة.. أنها أفعال "شياطين الإنْس" التي تقصد المكان، لهدوئه وسكونه وبُعْدِه عن أعين المارة، لممارسة أفعال السّحْر والشعوذة. ورغم قِدَم هذه المقبرة بقيت شواهد من وُوري الثرى بها منتصبة رغم اندثار ملامح المقابر بفعل الإهمال والعوامل المناخية، وهو ما أثار سخط العديد من قاطني الحَيّز، الذين رأوا في الأمر إهمالا وتناسيا لهذا المكان الذي تنتهك حرمته من قبل "كل من هَبّ ودَبْ"، بعد أن عجزت بلدية الناظور عن بناء سور عالٍ لحماية المقبرة.