في إطار فعاليات الدورة الثانية للجامعة الصيفية حول الدراسات الأمازيغية، قامت جمعية ريف القرن 21 مساء يوم 23 غشت 2013 بتنظيم زيارة ثقافية ميدانية لتفقد المواقع التراثية والتاريخية بالريف على رأسها مقر قيادة الأمير مولاي موحند بمنطقة أزغار التابعة لأجدير. وبعد وصول قافلة الزوار المكونة من طلبة الجامعة الصيفية بمعية الأساتذة المكونين إضافة إلى إعلاميين وصحافيين. قدم الأستاذ محمد لمرابطي مداخلة تطرق من خلالها إلى الحمولة التاريخية للبناية التي كانت في البداية بمثابة مقر سكن لعائلة الخطابي منذ أزيد من 10 قرون حسب ما وثقته الدراسات التاريخية في الموضوع. كما تناول في كلمته الأدوار الطلائعية التي قام بها جد الأمير الخطابي ووالده على مستويات متعددة منها ماهو قضائي إداري كفاحي وتربوي تعليمي. كما أثبت في كلمته الحس الوطني والوحدوي لآل الخطابي واستعرض بالتفصيل المراحل الفكرية لشخصية الأمير الخطابي. الذي بدأ بتلمذته على يد والده ثم انتقاله إلى تطوان ثم الدراسات العليا بالقرويين التي نال منها شهادة العالمية. وبعد وفاة والده القاضي السيد عبد الكريم الخطابي تحمل ابنه سيدي محمد مسؤولية العائلة وإدارة شؤون القبيلة في المكان نفسه الذي ولد فيه. كما أشار إلى أن هذا الموقع كان بمثابة المحكمة العليا التي تتم العودة إليها واستشارات في كل القضايا والأحكام المتعلقة بالخلافات الفردية والقبلية ومهما حاولت اسبانيا استمالته فإنها فشلت في ذلك مما جعل الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي ينكب على تنظيم شؤون المقاومة ضد الاستعمار الاسباني وتهيئة القبائل لهذه المقاومة. كما دعا إلى ضرورة مراجعة المصادر والمراجع الاسبانية والفرنسية والمغربية التي كتبت في الموضوع من زوايا متعددة بغية الحصول على تاريخ موضوعي يؤرخ لشؤون المنظمة الريفية، وقد تحدث في هذا الشأن عن ضرورة لفت الانتباه إلى فقدان المتاحف الوطنية والجهوية التي توثق لهذه المراحل الهامة و المهمة من تاريخ الريف و المغرب. لقد أثارت مداخلة الأستاذ لمرابطي استفسارات من الحاضرين التي تساءلت عن عملة بن عبد الكريم الخطابي وعن مسألة الجمهورية وهو ما نفاه الأستاذ لمرابطي في جوابه. كما عززت مداخلة الدكتور الحسين الإدريسي هذا النفي بإشارته إلى تصدي الأمير الخطابي إلى الانجليزي الذي حاول مخادعة الأمير بتقديمه عملة مزيفة و مطالبة إياه بمقابلها ذهبا لكن دهاء الأمير أحبط هذه المناورة الفاشلة إضافة إلى أن بعض الخناسين قد أوهموا السلطان بانفصالية الأمير وذلك بإيصاله نسخة من العملة المزيفة لزرع العداوة بين السلطان و الأمير. أما بالنسبة للجمهورية فقد نفاها ككيان انفصالي يروج له البعض لإثارة العداوة على الريف في الوقت الذي أكد فيه على تأسيس مولاي موحند مؤسسة لتدبير الشأن المحلي بالمنطقة عسكريا و قضائيا و فقهيا و تربويا بغير انفصال عن أحوال و شؤون المملكة. كما نبه إلى ضرورة العناية بهذه المواقع التراثية التي تعتبر من ذاكرة الأمة المغربية والتي تتعرض لخطر الهدم و الخراب.