لا حديث في تمسمان هذه الأيام إلا عن الشلل التام الذي يعيشه قطاع البناء بالمنطقة بسبب الحملة الشعواء التي تشنها السلطات المحلية على كل من سولت له نفسه بناء "قبر الحياة" مما أدى بعدد كبير من مقاولات البناء إلى وقف أنشطتها إلى إشعار أخر. ناظورسيتي عاينت في جولة صغيرة لها ببلدة كرونة التابعة للجماعة القروية تمسمان عدة بنايات وأساسات لمنازل طالها قرار المنع فيما أكد مجموعة من "معلمي " البناء عن تذمرهم الشديد من هذا القرار الذي أصاب قوتهم اليومي في المقتل وابدي عدد كبير منهم خصوصا الذين ينحدرون من مدن مجاورة الرحيل عن تمسمان بحث عن مصدر رزق اخر في حين فضل البعض منهم تغيير مهنته التي زاولها لعدة سنوات . وقد دفع قرار المنع هذا بالاوضاع الاقتصادية والاجتماعية بالمنطقة الى مزيد من السوء والتدهور نتيجة تحول المئات من عمال البناء الى عاطلين عن العمل وحرمان عائلاتهم من مصادر عيشها الشيء الذي ينذر بكارثة اجتماعية لا محالة اذا ما استمر الوضع على ما هو عليه، علما أن قطاع البناء مرتبط بشكل كبير بعدة مهن أخرى بدءا بمتعهدي اوراش البناء من صباغين ونجارين مرورا بأصحاب المحلات التجارية الخاصة ببيع مواد البناء انتهاء بأصحاب المحلات التجارية ذات الصبغة الخدماتية . الى ذلك يعتبر قطاع البناء بتمسمان أحد أهم مصادر العيش والحركة الاقتصادية نظرا للطبيعة الجغرافية للمنطقة التي لا تتوفر على مشاريع أخرى كالمصانع والمؤسسات التجارية الكبرى الكفيلة بامتصاص بعض من يدها العاملة واعتمادها بشكل كلي على قطاع البناء لتحريك عجلة اقتصادها حيث إن أي بناء يؤمن فرصة العمل لعامل البناء والكهربائي والصباغ وتوقف البناء يعني توقف كل هذه المهن.