شهدت شوارع الحسيمة وساحاتها العمومية ليلة الأحد 04 غشت، حركة دؤوبة لساكنتها احتفالا بليلة القدر المباركة، حيث خرج السكان رفقة أطفالهم الذين لبسوا أحسن حلة، فامتزجت البهجة بالأزياء التقليدية لتضفي على الليلة الرمضانية لونا مميزا، إذ عرفت المدينة احتفالية منقطعة النظير، تكريسا لعادة الساكنة التي تتكرر كل سنة تشجيعا للأطفال واحتفاء بصيامهم الشهر المجيد. وتتميز ليلة القدر بالحسيمة، على غرار باقي المدن المغربية، بالأجواء الروحانية وفرحة المواطنين بها، والتي تعتبر خيرا من ألف شهر، فتنتعش مع هاته المناسبة التجارة الموسمية كألعاب الأطفال، وتزيين الصبيات، وإلتقاط الصور التذكارية فوق العمارية المغربية، دون أن ننسى تقليد وضع الحناء وشراء البخور . ان لليلة القدر في الحسيمة طقوس روحية ساحرة تعبق بفوح الجنة، وعادات عريقة تبعث السرور والفرح في قلوب الصبايا، كما انها تعد فرصة مواتية للأسر المغربية لادخال البهجة إلى قلوب الفتيات الصغار من خلال تزيينهن على الطريقة التقليدية ليبدين كعرائس في عمر الزهور، فيتم نقش أياديهن بالحناء، وتزيينهن بالماكياج، والتجول بهن في اجواء أقل ما يقال عنها أنها فلكلورية . وهكذا، يدوم السهر طيلة الليل، ولا تطفأ أنوار البيوت إلى غاية ساعات قليلة قبل أذان الفجر ليدخل كل واحد إلى بيته لتناول وجبة السحور وصلاة الفجر وقراءة القرآن وتلاوة الأذكار الصباحية، وبعدها يخلد الناس للنوم مسترجعين أحداث يوم رائع ومنتظرين المناسبة المقبلة «عيد الفطر»، بينما يختار البعض الآخر أن يجلس مع أصحابه والسهر في أحاديث طويلة لا تنتهي إلا عند طلوع الشمس .