على مقربة من شهر رمضان، بدأ الصراع يشتد بين السلطات المحلية من جهة، وبين الباعة الجائلين و«الفراشة» من جهة أخرى ولا سيما على مستوى شارع علال الفاسي بالقرب من سوق الفلاح ، بعد إخضاع ساحة باب ساحة باب سيدي عبد الوهاب الشهيرة بالمدينة لعملية الهيكلة والتهيئة، حيث ظل هذا الفضاء ولسنين طويلة قبلة مفضلة ل«الفراشة» باعتبارها القلب التجاري النابض للمدينة لكونها تستقطب عددا كبيرا من ساكنة المدينة وزوارها، الذين يرغبون في التبضع ولا سيما خلال شهر رمضان. وفي ذات السياق شهد الشارع المذكور خلال الأسبوع الماضي فوضى عارمة أحدثها «الفراشة» على إثر حملة قام بها قائد المقاطعة الحضرية الرابعة رفقة أعوانه، من أجل تحرير المكان من قبضة الباعة، الذين أغلقوا بعض منافذ بالشارع المذكور وما ترتب عن ذلك من عرقلة لحركة المرور في وجه السائقين والراجلين على حد سواء. إجراء لم يرق «الفراشة»، الذين اعتبروه إجهازا ومصادرة لمصدر عيشهم وقوت أبنائهم، وخصوصا وشهر رمضان على الأبواب، وما يتطلبه هذا الشهر الفضيل من مصاريف وتكاليف إضافية تثقل كاهل الجيوب، فقرروا تحدي قرار السلطات المحلية والدخول معها في مناوشات أفضت إلى تكسير إحدى سيارات الدولة، والاعتداء على عون سلطة بالضرب والرفس، مما حدا بقائد المقاطعة الاستنجاد بالقوات الأمنية العمومية من أجل احتواء الوضع ، حيث أسفر التدخل الأمني عن اعتقال 5 أشخاص من بينهم 3 أشقاء، ومباشرة بعد اقتياد الأشخاص الموقوفين نحو مخفر الشرطة، حتى توجه حوالي 150 «فراش» نحو مقر ولاية الجهة الشرقية، حيث نظموا وقفة احتجاجية هناك، طالبوا من خلالها بإطلاق سراح الموقوفين ورفع الضرر الذي يلحقهم من طرف أعوان السلطة دون أن يغفلوا جانب المطالبة بالبديل من خلال إدماجهم في الأسواق التي تم إحداثها مؤخرا بالمدينة. وبعد انتهاء مدة الحراسة النظرية للمعتقلين، تم إحالتهم على أنظارالنيابة العامة، زوال يوم الخميس الماضي قبل أن يتم تمديد الحراسة من جديد، من أجل الاستماع إلى كل الأطراف المتداخلة في القضية، ليتم إعادتهم زوال اليوم الموالي أين شهد محيط المحكمة الابتدائية إنزالا أمنيا مكثفا تحسبا لأي طارئ في ظل توافد وتقاطرعدد كبير من «الفراشة» الذين جاؤوا لمناصرة ومساندة رفاقهم.