جمع بين الأدوار الكوميدية والكلاسيكية الشاعرية في السينما والمسرح العربية: توفي صباح الأربعاء الفنان المسرحي والسينمائي المغربي محمد بن إبراهيم عن عمر يناهز 64 عاماً، بعد صراع طويل مع المرض. ويعد بن إبراهيم من أبرز الوجوه الكوميدية المسرحية، حيث ارتبط اسمه بالميدان الفني عام 1965، مع فرقة عبدالعظيم الشناوي، ثم بعد ذلك مع فرقة الجيل الناهض والمسرح الباسم وفرقة البدوي، ثم فرقة التسولي. وشارك الراحل في العديد من المسلسلات والأفلام السينمائية، كان أبرزها "كازا نيكرا"، الذي نال عنه جائزة أحسن دور رجالي في مهرجان وطني سابق، ويشهد لهذا الفنان بأنه عشق العمل المسرحي بكل تطوعية ونكران للذات، قبل أن يداهمه المرض في آخر حياته بعد أن أُصيب بداء السكري الذي عانى منه كثيراً قبل موته. وخلال مسيرته الفنية، انتقل بن إبراهيم من ميدان الفكاهة إلى المسرح الجاد، حيث قام بتجسيد أدوار كلاسيكية وشاعرية كشكسبير وموليير وغيرهما، وكان منشداً للفن المسرحي بأحلامه وبجميع مشاعره، رغم علمه بأنه لن يجني من وراء عشقه هذا إلا الشوك والتعب والألم والحسرة، كما قال في حقه بعض النقاد، حيث قال وهو طريح الفراش: "من العيب أن أذهب الى إدارة لطلب شهادة الفقر للاستعانة بها على الاستشفاء من المرض الذي حلّ بي على حين غفلة". وكان آخر لقاء للجمهور المغربي مع محمد بن إبراهيم في شهر فبراير/شباط الماضي خلال تكريمه وسط أجواء احتفالية بمناسبة افتتاح فعاليات المهرجان الوطني للفيلم في دورته الرابعة عشرة، إلى جانب الممثلة عائشة ماهماه وعبدالله العمراني، وذلك تقديراً لما قدّموه للمشاهد المغربي.