أغربو انغ أقيي ذ ربحـــــــــار إوذان فتحن كيـــــــذي يقضو ازينغ وسغون أم وسنگي بو يمـــــي أقيي ذ ربحــــــــــار طرام إخيم ذڱجنــــــا أيور أيور إنـــــــــو إتغوفان إفنــــــــــــــا ماني ثدجام أينـــــي إذنغ ذايس ينــــــــدان يا يني ذنغ ينـــــدان عماس وذنغ فكــــــان أمندج ذربحــــــــار حد يموث حد يـــــدار حد شينت إسرمـــان حد إغاق ويظهــــــار حد ويزما رأذيفثـــح يسمح ذينغ يــــــــذور حد سغربو يعــــذود إضخش وينهـــــــــور أمندج ذربحــــــــار تواريغ إثري ن رفجار ثني ذلعلمـــــــــــات ن طرام أق يڱــــــوار أغربو نـــــــــــــــغ أثننده س فوس نـــــــغ وثنده ربرانــــــــــي أر ذ رعذو نــــــــــــغ أمان اني ذيگــــوار ثني اتيذي نــــــــــــغ ثزوغ اني ذيـــــــس ذ ذمن ن رجذوذ انــغ كاتب هذه الكلمات : محمد أناس غناء : مجموعة إصفظاون تعتبر هذه الأغنية من الأغاني التي تعبر بصدق عن مرحلة عرفت فيها الساحة الثقافية والسياسية بمدينة الناظور نشاطا وازدهارا لامثيل لهما . ورغم مرور حوالي 30 سنة عن ظهور هذه الأغنية التي كانت بمثابة الشعار السياسي للشباب آنذاك ،فإنها ما تزال تلقى تجاوبا وتعبيرا عن الوضع الراهن ، وما تزال تحتفظ براهنيتها إلى يومنا هذا . وقد نلمس هذا خلال تقديمها في مناسبات ومهرجانات من طرف مجموعة بنعمان. فما سر"نجاح" هذه الأغنية ؟ وللإجابة على هذا السؤال، يبدو لي أنه يتعين علينا أن نعرف بكاتب هذه الكلمات أولا، وبالمجموعة الغنائية التي أدتها ثانيا. ثم مناقشة الأغنية من حيث الموضوع والشكل الفني حفريات في الذاكرة الغنائية بالناظور المرحوم محمد أناس أناس محمد ابن أحد عمال مناجم سيفيريف (وكسان) من أحد الدواوير المحاطة بمدينة أزغنغان (دوار آيت حانوت) المتوفى في الليلة الأخيرة من سنة 1986إثر حادثة سير مفجعة على الطريق الرابط بين العروي والناظور .توفي وهو في السن 30 ،في ريعان شبابه وفي أوج عطاءاته السياسية والثقافية .إذ انخرط في العمل السياسي في إطار الشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية منذ تأسيس الفرع الإقليمي بالناظور(أواسط السبعينيات).فمثلما كان تلميذا وطالبا ناجحا في مساره الدراسي توجه بحصوله على الإجازة في شعبة الاجتماعيات أهلته ليكون مدرسا ناجحا في التعليم الثانوي بمدينة أحفير، كان أيضا مناضلا نشيطا مشبعا بمبادئ الاشتراكية العلمية وملما بالفكر الماركسي اللينيني. وبالإضافة إلى هذا كله، كان للمرحوم ميولات فنية موسيقية وغنائي إصفضاون في أمسية فنية بثانوية عبد الكريم الخطابي خلال الموسم الدراسي 1977/1978 حفريات في الذاكرة الغنائية بالناظور أما المجموعة الغنائية – إصفظاون - فقد تكونت على يد 5 تلاميذ ثانوية عبد الكريم الخطابي بمدينة الناظور، وجميعهم من أبناء مدينة أزغنغان، خلال هذه المرحلة التي عرفت نوعا من الثورة على الأغنية الرسمية التي كانت سائدة آنذاك باعتبارها تساهم في استمرار الوضع السياسي والإجتماعي العام على حاله ، هذا الوضع الذي لا تستفيد منه سوى فئة من البرجوازيين والمحظوظين بينما تعيش فئات عريضة من الطبقات الشعبية في الحرمان والبؤس. ويمكن القول أن مجموعة ناس الغيوان والمجموعات الأخرى مثل جيل جيلالة ولمشاهب هي التي قادت هذه الثورة الغنائية، إن صح هذا التعبير . بحيث عرف هذا النوع من الغناء المجموعاتي انتشارا واسعا شمل جميع مناطق المغرب، إن لم نقل جميع أحياء ودواوير البلاد. وقد كان لمدينة الناظور أيضا مجموعاته الغنائية البارزة، نذكر منها: ين أومازيغ ، إصفظاون ، بنعمان ، إريزام ... حفريات في الذاكرة الغنائية بالناظور مجموعة إين أومازيغ سنة 1977 التي تشكلت لتصارع وتحارب الأغنية الريفية السائدة آنذاك والتي نذكر من روادها كل من "فريد الناظوري" و"ميمونت سلوان" . أحدثت إذن هذه المجموعات الغنائية ثورة لا على مستوى مواضيعها الغنائية و لا على مستوى ألحانها وأدائها بالإضافة إلى كون جل أعضائها شباب متعلمون ومنخرطون في العمل الجمعوي والسياسي . فبعد ما كانت مواضيع الأغنية الريفية تافهة ومنحطة في شكل أبيات مستقلة المضمون فيما بينها ، أصبحت مواضيع المجموعات اجتماعية هادفة وسياسية صريحة ومباشرة في بعض الأحيان. وبعد ما كانت ألحان الأغنية الريفية هي مقاطع موسيقية من أغاني شرقية ناجحة لفنانين مصريين أمثال فريد الأطرش وأم كلثوم...عملت المجموعات مجهودات جبارةلتوظيف الأهازيجالمحليةوالإيقاعات الموسيقية التراثية التي تميز المنطقة. وبعدما كانت الأغنية الريفية يؤديها شخص يعتبر نفسه ويعتبره الجميع "مطربا" يستعمل آلات موسيقية مثل التي يستعملها مطربو الإذاعة والتلفزة . أصبح الأداء جماعيا وفرديا وبآلات موسيقية بسيطة سهلة المنال والاستعمال من طرف شباب المجموعات . موضوع الأغنية : ما أن تقول أغربو نـــــــــــــــغ أثننده س فوس نـــــــغ مركبنا، سنقوده بأيدينا يتبادر إلى الذهن الحكم والسلطة وتدبير الشأن العام من طرف الشعب . وقد يفهم منها أيضا مطالبة صريحة بنوع من الحكم الذاتي للريف (وهو المعنى الذي يحمس كثيرا فئة من المناضلين في الحركة الأمازيغية حاليا ) غير أنه لا كاتب الكلمات و لا أعضاء المجموعة التي غنوها ،كانوا يقصدون ذلك . وهذا ما يعبر عنه البيت التالي : أمان اني ذيگــــوار ثني اتيذي نــــــــــــغ ثزوغ اني ذيـــــــس ذ ذمن ن رجذوذ انــغ الماء الذي يسير فيه هو عرقنا ولونه الأحمر هو لون دماء أجدادنا إيحاء إلى الطبقة الشغيلة التي تنتج خيرات البلاد بعرقها ، ودماء المجاهدين والمناضلين الذين أفدوا أرواحهم من أجل تحرير البلاد من المستعمر . هذا الكلام الذي يأتي في الأخير بعد استعراض لمعاناة الشعب نتيجة عدم حكم نفسه بنفسه، وذلك حينما تقول وتكرر: أقيي ذ ربحـــــــــار أوجد في البحر، علما أن مفهوم البحر في التعبير المجازي يوحي بكثرة المشاكل واستعصاء حلولها. وفي خضم الصراع مع أمواج البحر وأهواله في الليلة الظلماء، يلوح في الأفق نور نجم الفجر في السماء، وهو بصيص من الأمل وتعبير عن التفاؤل في الخلاص: أمندج ذربحــــــــار تواريغ إثري ن رفجار ثني ذلعلمـــــــــــات ن طرام أق يڱــــــوار وبهذا يكون مضمون القصيدة عبارة عن أطروحة سياسية تنطلق من تشخيص للواقع بتناقضاته وصراعاته الاجتماعية التي تتجه نحو التغيير إلى الأفضل عبر بزوغ علامات الإنفراج . وهو تعبير دقيق عن مرحلة انطلاق المسلسل الديموقراطي بالمغرب أواسط السبعينيات . حفريات في الذاكرة الغنائية بالناظور بنعمان بالناظور صيف 2007 اللحن الموسيقي والأداء الغنائي بقدر ما لكلمات هذه الأغنية من حمولة ثقافية وفنية وسياسية حتى، بقدر ما أجتهد أعضاء المجموعة في غنائها وفق لحن موسيقي يناسبها معتمدين في ذلك فقط على استيعابهم مضمونها وهوايتهم الفنية. وبعد ملاحظة مضمون القصيدة ، يتبين أنها تتضمن ثلاثة محاور موضوعاتية: -تشخيص لواقع مرير شبه بالبحر تعبر عنه الأبيات : أقيي ذ ربحـــــــــار إوذان فتحن كيـــــــذي يقضو ازينغ وسغون أم وسنگي بو يمـــــي أقيي ذ ربحــــــــــارطرام إخيم ذڱجنــــــا أيور أيور إنـــــــــو إتغوفان إفنــــــــــــــا ماني ثدجام أينـــــي إذنغ ذايس ينــــــــدان يا يني ذنغ ينـــــدان عماس وذنغ فكــــــان -في خضم الصراع وسط البحر وبزوغ بصيص الأمل: أمندج ذربحــــــــار حد يموث حد يـــــدار حد شينت إسرمـــان حد إغاق ويظهــــــار حد ويزما رأذيفثـــح يسمح ذينغ يــــــــذور حد سغربو يعــــذود إضخش وينهـــــــــور أمندج ذربحــــــــار تواريغ إثري ن رفجار ثني ذلعلمـــــــــــات ن طرام أق يڱــــــوار -السبيل للخلاص والتغيير : أغربو نـــــــــــــــغ أثننده س فوس نـــــــغ وثنده ربرانــــــــــي أر ذ رعذو نــــــــــــغ أمان اني ذيگــــوار ثني اتيذي نــــــــــــغ ثزوغ اني ذيـــــــس ذ ذمن ن رجذوذ انــغ إذن ثلاثة محاور تعني ثلاثة مقاطع لحنية مختلفة ومتناسقة ومتكاملة مع الانتباه لطبيعة كل مقطع من حيث الإيقاع الموسيقي والأداء الغنائي المناسب لكل محور من المحاور الثلاثة. وحتى يتم إظهار المحور الثالث بشكل يذكي الحماس والتفاعل مع مضمونه اعتمدت المجموعة على لحن تراثي بإيقاع محلي استلهم شقه الأول من أغنية قديمة لأحد الفنانات الأمازيغية بالناظور وهي" يمنة الخماري" أما الشق الثاني فهو اللحن الذي يردد من طرف النساء الريفيات أثناء حفلات الأعراس . وبذلك تكون المجموعة قد نجحت في اختيار الألحان المناسبة لمثل قصيدة "أغربو نغ". مصطفى هلهول عضو مجموعة "إصفظاون" سابقا ومجموعة" بنعمان" حاليا