بدعوة من دار الثقافة التابعة للمعبد اليهودي القديم بمدينة ايسّن الألمانية، أطّر الأستاذ عز الدين قريوح يوم الخميس 13 دجنبر 2012، محاضرة قيّمة حول موضوع " المسلمون في ألمانيا: اندماج بدون استيعاب"، حضرها وتفاعل معها مجموعة من الشخصيات الاسلامية واليهودية والمسيحية الفاعلة في ألمانيا. ويعتبر الأستاذ عز الدين قريوح المحامي وعضو رابطة المسلمين بايسّن المعروفة اختصارا ب (kim) أوّل مسلم يشارك في الأنشطة الثقافية التي ينظّمها هذا المعبد اليهودي الذي أسّس سنة 1913 وأعيد تشييده من جديد بعد الحرب العالمية الثانية بعدما هُدمت أركانه في عهد هتلر. وقد جاءت هذه المحاضرة الفكرية – حسب المحاضر – في اطار التّرسيخ لثقافة التّعايش والتّنسيق بين الجالية المسلمة والجالية اليهودية في ألمانيا بغرض الحفاظ على الهويّة الثّقافية للأقليات الدّينية في هذه الدّولة التي تنامت فيها أصوات اليمين المتطرّف في الاونة الأخيرة وبعض الأطراف السياسية الدّاعية الى ذوبان المهاجرين في المجتمع الألماني بشكل كلّي، الأمر الذي يعني أنّ على المهاجرين أن يتخلّوا عن قيمهم الدّينية وشعائرهم التّعبّدية وخصوصياتهم الثقافية التي تعبّر عن ولائهم لثقافة بلدانهم الأصلية، خصوصا المغاربة الذين يشكّلون نسبة مهمّة من الجالية الاسلامية بألمانيا. وقد حاول الأستاذ قريوح، أحد مؤسسي المنتدى الألماني المغربي لجيل المستقبل، أن يدافع خلال هذه المحاضرة عن "الاندماج الايجابي" الذي يعني التّأقلم مع متطلبات المواطنة في المجتمع بالانخراط في أسلاك التّعليم، وولوج سوق الشّغل، والمشاركة السياسية، والمساهمة في الاقتصاد الألماني، وتقديم الخدمات الاجتماعية، لكن مع الحفاظ على الهوية الدينية وربط الأجيال المهاجرة بالوطن الأم، والتمسّك بالقيم الأسرية والتقاليد الأصيلة. ويذكر أن هذا النشاط جاء في اطار التّعاون الاسلامي اليهودي في ألمانيا من أجل تكوين قوّة اقتراحية تتكتّل للدفاع عن القيم الدينية والخصوصيات الثقافية في هذا البلد الذي أضحت فيه بعض التيارات المقرّبة من الحكومة الألمانية تسير في اتجاه علمنة المجتمع والقضاء على التّعدّد الثقافي بنهج سياسة "الاندماج السلبي" الذي يعني انصهار وذوبان الاخر (الأقليات الدّينية) في التيار العام للمجتمع المنساق وراء قيم العولمة.