ألمح المعهد الدولي للأبحاث من أجل السلام، الذي مقره ستوكهولم، إلى وجود شبه 'تحذير' من الأممالمتحدة إلى دول المغرب العربي من نوايا سباق تسليح، وأشارت الأممالمتحدة إلى الجزائر والمغرب بالتحديد، على خلفية صفقات ضخمة تجمع الأولى بروسيا والثانية بالولايات المتحدةالأمريكية. لا تقارن صفقات السلاح التي عقدتها الجزائر في الأربع السنوات الأخيرة، بحجم الصفقات المغربية من حيث قيمتها، ومع ذلك فإن الأممالمتحدة رأت أن هناك ما ينذر ب'سباق تسلح' في المنطقة، وتكشف معطيات عن المعهد الدولي للأبحاث من أجل السلام، أن الجزائر تلتزم بأن وارداتها من السلاح مخصصة لحاجيات الجيش في التطوير والعصرنة والتخلص تدريجيا من العتاد السوفياتي، سيما على مستوى المعدات القتالية الثقيلة ما يبرر صفقة 300 دبابة روسية الصنع يجري استقبالها تدريجيا منذ .2007 وتغذي دوائر طرح سباق التسلح، على خلفية صفقات الجزائر مع روسيا بالأساس، كما أن رغبة الجزائر في عصرنة أسطولها القتالي البحري قد يزيد من القراءات المغلوطة في هذا الشأن، على الأقل إلى وقت قريب سيحل فيه وزير الدفاع البريطاني في صفقة قالت الصحف البريطانية أنها بقيمة لا تقل عن 5 مليارات دولار. ويبدو أن الغرب لم يشفع للجزائر بعد قرابة ثلاث سنوات، توجهها إلى روسيا بصفقات إستراتيجية تعد الأضخم منذ الاستقلال، وقال مصدر رسمي ل'الخبر' أمس، أن ما يسميه البعض قلقا غربيا 'غير مبرر بالأساس... هم يعلمون أن الجزائر قضت عشرية كاملة في استهلاك عتادها السوفياتي، في وقت كانت دول الجوار تستمر في سياساتها الدفاعية بشكل عادي'، وأضاف 'الجزائر لم توقع أي اتفاق سلاح إلا مع بدايات الألفية والكثير من الدول كانت ترفض مجرد فتح نقاش حول طلبيات جزائرية'. ويصنف المعهد الدولي للأبحاث من أجل السلام، الذي يعد تقارير سنوية عن تحويلات السلاح بدقة، الجزائر، كدولة أبرمت أكبر صفقات التسليح في المغرب العربي، ما يؤهلها لتكون القوة العسكرية الأولى في غضون السنوات الخمس المقبلة، لذلك تدفع دوائر غربية نحو ما يشبه 'الضغط' على الجزائر لسببين، الأول يتعلق حقيقة بمحاولة التقليل من وارداتها من السلاح، والثاني لدفعها لإبرام صفقات مع دول بعينها مع استغلال حجة التسابق لوقف صفقات مع دول شريكة تقليديا. واللافت أن التبريرات التي تقدم في هذا الشأن بإتجاه الجزائر، تقدم المغرب مباشرة كأنه هدف فيما تسميه 'السباق'، بل أن المعهد ينظر إلى صفقات المغرب بدورها كأنها 'رد فعل' على عقود التسليح الجزائرية، وعقدت الرباط صفقات لتوريد سلاح أمريكي أهمه طائرات 'أف 16 '، ولم يشر المعهد الدولي بكثير من القلق إلى الدول المغاربية الأخرى. الجزائر تايمز