لعل أن أفضل الفرق والملاعب العالمية لتشهد ببروز وتألق مجموعة من نجوم الكرة الريفية الذين استطاعوا البصم على مستوى كروي راقي مكنهم من نيل احترام وتقدير نقاد الساحرة المستديرة على الصعيد العالمي.. خلال هذا التقرير المفصل سنسرد أبرز نجوم الكرة الريفية المتوهجة في سماء الملاعب الأوروبية الكبيرة، حيث سنرحل الى حياة هؤلاء النجوم الذين استطاعوا برسالتهم الرياضية النبيلة تقديم صورة متميزة عن كرة المغرب بصفة عامة والريف بصفة خاصة.. إبراهيم أفيلاي.. ابن الحسيمة الساطع في مقاطعة كاتالونيا 24 من دجنبر من العام 2010، كان موعدا تاريخيا في مشوار ابن مدينة الحسيمة.. حين قرر الانتقال الى العملاق الإسباني برشلونة، بتوصية من المدير الفني السابق للفريق بيب غوارديولا، بعد اتصالات مطولة لإدارة الفريق الكاتالوني مع ناديه السابق الذي نشأ وترعرع فيه "بي أس في أيندهوفن" الهولندي. "إنه حلم وتحقق، لطالما تمنيت اللعب في هذا النادي العريق وأن أجاور نجوما عالميين من طينة ميسي وتشافي وإنييستا، بالفعل شعور لا يوصف"، كانت هذه أولى كلمات إبراهيم خلال حفل تقديمه كلاعب للبارسا أمام وسائل الإعلام، والذي حظي على إثره بتغطية إعلامية متميزة وبحضور هام للجالية المغربية والعربية والريفية التي حيت "إيبي" أثناء ارتدائه لفانيلة برشلونة التي يحمل فيها رقمه "20" الذي رافقه مع أيندهوفن ومنتخب الطواحين الهولندية، وطارده بقميص البارسا. أفيلاي من مواليد 2 من أبريل من عام 1986 بمدينة أوتريخت، تدرج في الفئات العمرية لأيندهوفن، واستطاع بموهبته الكروية الفذة أن يجذب أنظار كشافي النجوم الشابة في أوروبا، حتى وصل الأمر لاستدعائه أول مرة لحمل قميص المنتخب الهولندي الذي يحمل جنسيته، وكان ذلك سنة 2007، بعد رفضه اللعب في صفوف المنتخب المغربي.. نظرا ل "عدم كفاية الضمانات الرياضية التي قدمتها جامعة المغرب لكرة القدم للاعب آنذاك"، هذا الرفض في حمل قميص أسود الأطلس، لم يَحِدْ أفيلاي من القيام بزيارات منتظمة لمسقط رأسه بمدينة الحسيمة.. بل الأكثر من ذلك سعى واستطاع في تحقيق مشروع ملاعب ذات عشب اصطناعي لناشئة أبناء جلدته بجوهرة الريف.. "إيبي"، وهو الإسم الذي يطلقه لاعبو برشلونة على أفيلاي، قرر مواصلة مشواره الكروي مع برشلونة، رغم ما أشيع خلال الأسابيع الماضية عن نية البارسا في بيعه أو إعارته لإحدى الأندية الأوروبية، الا أن إدارة الفريق الكاتالوني جددت الثقة في قدرات اللاعب وذلك بإبرام عقد جديد معه بموجبه سيبقى أفيلاي لاعبا بالكامب نو حتى صيف عام 2017، ليبقى اسم إبراهيم محفورا في ذاكرة أبناء الناظوروالحسيمة والدريوش وميضار... كأول لاعب ريفي أمازيغي تطأ قدماه ملاعب برشلونة ويلعب بقميص الفريق. أسامة السعيدي.. ابن بويافار الملقب ب "ميسي المغرب" اعتبر مدرب أرسنال "أرسين فينغر" خلال إحدى تصريحاته أن الجناح الدولي المغربي، أسامة السعيدي، من اللاعبين الذين من الممكن أن يطلق عليهم "اللاعب الجوكر" لتعدد استعمالاته داخل المستطيل الأخضر.. جاء ذلك عقب ما قدمه اللاعب الشاب وابن منطقة بويافار بإقليمالناظور، خلال الموسمين الماضيين من أداء متميز، مكنه بنيل الإشادة والتقدير من أبرز المدربين الكبار، وعلى رأسهم الفرنسي أرسين فينغر، والمدرب الأسطورة ماركو فان باستن، والمدرب الإيطالي لوتشيانو سباليتي.. أسامة من مواليد 15 غشت سنة 1988 بالناظور، رحل الى الديار الهولندية وسنه لا يتعدى الرابعة، هناك تعلم أصول كرة القدم وقواعدها.. قبل أن يلتحق بشباب فريق دي غراف شاب، قبل أن تخطفه عيون كشافي نادي هيرينفين، الذي قضى فيه ثلاث مواسم، لينتهي به الأمر حاليا بالنادي الملكي في إنجلترا "ليفربول" في عقد انضمام لمدة 5 سنوات مقبلة، حقق من خلاله "ميسي المغرب" حلمه في اللعب بإحدى أعرق وأفضل أندية العالم.. رغم أن مشواره مع المنتخب المغربي، لم يكن في مستوى تطلعاته وكذا تطلعات الجمهور الريفي العاشق لهذا اللاعب، أبى السعيدي في لحظة من أمره الا أن يعانق أحضان بلده الأم ويدافع عن قميصه ويلبي نداء المشاركة مع العناصر الوطنية في المعسكر الإعدادي لمواجهة المنتخب الجزائري ضمن إقصائيات كأس أمم أفريقيا 2012، والتي كانت بوابة تألق اللاعب الفذ خلال هذه المباراة التاريخية، التي ضرب فيها أسود الأطلس بيد من حديد واستطاعوا تحقيق انتصار كاسح على الجار الجزائر برباعية نظيفة كان لأسامة فيها نصيبه بتسجيله لهدف رائع أسر به قلوب المغاربة، ومكنه من أن يحظى باحترام الجميع في بلده.. منير الحمداوي.. نجم ريفي ظُلِمَ في هولندا فوجد ضالته في إيطاليا رغم القرارات "العنصرية" التي قوبل بها اللاعب منير من قبل مديره الفني السابق في صفوف نادي أجاكس أمستردام الهولندي، فرانك دي بوير، إبان تواجده في هذا النادي العريق.. وذلك بإجلاسه على دكة البدلاء أولا، وضمه للفريق الرديف بالنادي الهولندي ثانيا، وامتناع دي بوير عن بيع الحمداوي لأي فريق ومغالاته في المطالب بغرض جعله حبيس الدكة وقتل موهبته الهجومية الفذة التي يتميز بها ابن مدينة الحسيمة، والتي جعلته محط أنظار مجموعة من أبرز الأندية الأوروبية وعلى رأسها، أرسنال وجوفنتوس وإشبيلية.. فإن منير الحمداوي يبقى من النجوم الريفية التي استطاعت أن تحظى احترام وتقدير جماهير المنافس قبل محبيه ومعجبيه. ولد منير في 14 يوليوز من عام 1984 بمدينة روتردام، تدرج اللاعب الموهوب في مجموعة من الأندية الأوروبية العريقة، كتوتنهام الإنجليزي، وألكمار وأجاكس الهولنديين، قبل أن يحط الرحال بنادي الفيولا "فيورونتينا" الإيطالي في صفقة بلغت 5 ملايين يورو وبعقد يمتد لأربع مواسم مقبلة.. اختير كأفضل لاعب في الدوري الهولندي الممتاز خلال موسم 2008-2009، ونال في نفس السنة جائزة الحذاء الذهبي كأفضل هداف في "الإيريديفيزي".. مشوار حامل الرقم "10" في صفوف أسود الأطلس، لم يكن في المستوى رغم حداثة تواجده بين أحضان النخبة الوطنية، حيث كانت أول مباراة دولية للاعب مع المنتخب في 11 من فبراير 2009 في مباراة ودية أقيمت ضد منتخب التشيك وانتهت بالتعادل السلبي، بعدها توالت إخفاقات العناصر الوطنية ومعها منير في إثبات الذات قاريا وعالميا، وذلك بالإقصاء من التأهل الى نهائيي كأس العالم بجنوب إفريقيا وكأس أمم أفريقيا بأنغولا 2010، ثم الخروج المبكر للأسود من الدور الأول في دورة الغابون وغينيا الاستوائية بالمونديال الإفريقي، والذي لم يستطع الحمداوي التواجد في منافساته.. الا أن مشواره الاحترافي الجديد دخل مرحلة النضج خاصة بعد انضمامه لنادي مدينة "فلورنسا" الإيطالية آملا في تحقيق المرغوب والتوهج بملاعب "الكالتشيو" واستثماره في تحقيق حلم التأهل لمونديال البرازيل مع المنتخب المغربي بعد عامين من الآن. زكرياء الأبيض.. ابن أزغنغان الباحث عن المجد ب "برازيل أوروبا" يبدو أن مستقبل الكرة المغربية سيكون في أيادي أمينة، وذلك بوجود نجوم شابة فرضت نفسها كمواهب عالمية تقارع نظيرتها "المصقولة" في أعرق الأندية الأوروبية.. زكرياء لبيض واحد من هؤلاء النجوم المتميزين، وهو المتدرج في صفوف أيندهوفن الهولندي تيمنا بمن سبقه بالفريق أمثال أفيلاي وأمرابط والعيساتي.. حيث التحق بالفريق الهولندي خلال سنة 2004، وهي السنة ذاتها التي عرفت إحدى أفضل الفترات في تاريخ الكرة المغربية وذلك بعد وصول منتخب بادو الزاكي آنذاك للمباراة النهائية لكأس الأمم الأفريقية بتونس واحتلال المركز الثاني بالبطولة، بعدها شق لبيض طريق الى النجومية قبل عامين من الآن حين ظهر للمرة الأولى مع الفريق الأول لأيندهوفن في بطولة "الدوري الأوروبي" أمام نادي هامبورغ الألماني، ومنذ ذلك الحين لم يجد أي صعوبة في حجز مكان له ضمن التشكيلة الأساسية لناديه وشارك فيما يزيد عن 70 مباراة. ظهر لبيض، المزداد في 9 مارس من العام 1993، على رادار العديد من الأندية الأوروبية الكبرى كتشيلسي الإنجليزي، وفالنسيا الإسباني وميلان الإيطالي، قبل أن يحسم أمره بالتوقيع لفريق سبورتينغ لشبونة البرتغالي، بعدما شعر أنه ستتوافر لديه أفضل فرصة للمشاركة أساسيا وصقل موهبته ضمن واحد من أفضل المسابقات الأوروبية، بعدما رفض تمديد تعاقده مع فريقه الهولندي. وكما يبدو فإن لبيض يود أن يسير على خطى زميله السابق في الفريق الهولندي وذو الأصول الريفية هو الآخر ونجم برشلونة إبراهيم أفيلاي، والذي لا ينكر لبيض أنه كان سندا كبيرا له حينما تزاملا على ملعب "الفيليبس شتاديوم"، حيث قال "إبراهيم أفيلاي هو مثلي الأعلى، لقد ساعدني كثيرا وحثني على الاجتهاد لأصبح ما أنا عليه الآن.. ليس فقط على المستوى الرياضي ولكن كذلك على المستوى الإنساني لأنه شخص رائع".. ورغم أن لبيض وأصدقاءه في الفريق الأولمبي أخفقوا في بلوغ الدور الثاني من بطولة الألعاب الأولمبية بلندن هذا الصيف، الا أن طموح اللاعب لا محدود وسط انتظارات من أبناء جلدته في أن تكون هذه السنة، سنة تألق لبيض في دوري الأساطير أوزيبيو وفيغو فيتور بايا.. خالد بولحروز.. ابن دار الكبداني الذي دربه "السبيشل وان" ازداد بولحروز في 28 دجنبر من العام 1981 بمدينة ماسلويس بهولندا، ينحدر من قرية "ثشوقت" التابعة لجماعة دار الكبداني والخاضعة حديثا تحت نفوذ إقليم الدريوش.. بدأ خالد ممارسته الاحترافية لكرة القدم مع نادي فالفيك بالدوري الهولندي وذلك سنة 2001، قبل أن ينضم بعدها لنادي هامبورغ الألماني، والذي فتح له أبواب الشهرة والعالمية.. حيث وقع بعدها على عقد انتقال الى نادي تشيلسي الإنجليزي بتوصية من المدير الفني للفريق آنذاك "جوزيه مورينيو"، واستطاع الظهير الأيمن والمدافع الأمازيغي فرض نفسه كأبرز صفقات العام 2006، وذلك من خلال أدائه الثابت والمتميز مع نادي العاصمة اللندنية والذي أبرزه بشكل جلي خلال مباراة تشيلسي وبرشلونة في إياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، حين استطاع بولحروز إيقاف تحركات وتوغلات نجم برشلونة وأفضل لاعب في العالم آنذلك البرازيلي رونالدينيو، ولم يعطه فرصة للعب. وعلى غرار أفيلاي.. اختار بولحروز تمثيل المنتخب الهولندي بدل منتخب بلاده الأصل، دون أن تذكر أسباب اتخاذه لهذا القرار، فكانت أول مشاركة له مع منتخب الطواحين الهولندية في 3 شتنبر من العام 2004، بعد أن أعجب مدرب المنتخب آنذاك ماركو فان باستن بقدراته الدفاعية وتعدد مهامه في الخط الخلفي.. وقد لعب مع المنتخب البرتقالي في مونديالي ألمانيا وجنوب أفريقيا 2006 و2010، وكذا كأسي أمم أوروبا 2008 و2012، ولم يحصد أي لقب مهم مع ذات المنتخب باستثناء فوزه بلقب الدوري الإنجليزي مع نادي تشيلسي.. وفي سن 31، يرى بولحروز أن بإمكانه مواصلة ممارسة كرة القدم واللعب على أعلى مستوى، خاصة بعد أن تم فسخ تعاقده مع نادي شتوتغارت الألماني الذي لعب معه لأربع سنوات،فهو العاشق لبلده الأصلي، حيث يزور مدينة الناظور بشكل منتظم، وقد سبق لناظورسيتي أن أجرت معه حوارا مطولا كشف فيه عن حبه لبلده ولمدينة الناظور التي يستمتع فيها بقضاء عطلته الصيفية بجوار الأهل والأقارب والأصدقاء..