على غرار الملتقى الأول الذي نظمه المجلس العلمي المحلي وجمعيتا الربيع والنور بالناظور حول الجالية المسلمة في الغرب "سؤال الهوية ومفهوم الاندماج"، نظم فريق البحث في أحكام وقضايا المغاربة المقيمين بالخارج، وفريق البحث في تأهيل الأسرة وآفاق التنمية، بتعاون بين جامعة القاضي عياض ومجلس الجالية المغربية بالخارج ندوة دولية في موضوع "الجالية المسلمة وسؤال الاندماج والتعايش" يومي 29/30 ماي المنصرم في رحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية - جامعة القاضي عياض بمراكش. وقد جاء تنظيم هذه الندوة الدولية في ظل الحاجة الملحة إلى معرفة دقيقة بحقيقة الاندماج، وحدود التعايش مع الآخر في دول الاستقبال بعيدا عن التصورات الجاهزة والمواقف السلبية، خصوصا في ظل ما تعرفه الظرفية الراهنة التي أصبحت معها قضية الاندماج في واقع البلدان المضيفة للجاليات الأجنبية، المسلمة منها على وجه الخصوص، تتصدر جدول أعمال حكومات هذه البلدان، وتشغل حيزا كبيرا من اهتمامات المتتبعين والسياسيين والمؤرخين وغيرهم في العالمين الغربي والإسلامم. وقد ناقشت الندوة التي شارك فيها باحثون ومختصون وأكاديميون من بلدان وجامعات مختلفة، مجموعة من القضايا تتمحور أساسا حول "مفهوم الاندماج في البلد المضيف والتعايش مع سكانه الأصليين"، "أصول الاندماج الشرعية ومبرراته الحضارية"، "ضوابط الاندماج البناء وحدوده"، "مجالات اندماج الجالية المسلمة في البلد المضيف وميادينه"، "آليات تحقيق الاندماج الإيجابي ووسائل تفعيله"، "نتائج الاندماج الحاصلة وأهدافها المتوقعة" و"عوائق الاندماج الموضوعية وتحدياته الحضارية"... كما انصبت معظم الردود عن أسئلة الباحثين واستفساراتهم على " الاندماج الايجابي" الذي أجمع المتدخلون على أنه اندماج بدون انصهار ولا انغلاق حفاظا على الهوية الإسلامية من جهة وتعايشا مع الآخر من جهة أخرى، إذ الإسلام كرسالة خاتمة تقتضي التعايش لتبليغ الدعوة الإسلامية للغرب وتصحيح الصورة النمطية للإسلام في الغرب من قبل المسلمين المقيمين هناك لتحقيق الشهود الحضاري وإلى هذه الخصيصة البارزة يشير قوله تعالى مخاطبا أمة الإسلام: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً)(البقرة: من الآية14).