نظمت شبكة مغرب التنمية مؤتمرها الرابع أيام 18-19-20 ماي الجاري ببرشلونة، وكما دأبت عليه المؤتمرات السابقة شهد هذا المؤتمر مشاركة الأستاذ عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية. وقد عرف اليوم الأول من هذا المؤتمر، توافد المشاركين فيه من إيطاليا، ألمانيا، رومانيا، هولندا، الدانمارك، بلجيكا والعديد من مناطق إسبانيا وفرنسا، وقد ألقى الأخ عمر المرابط رئيس اللجنة المركزية للمغاربة المقيمين بالخارج كلمة ترحيبية بالمؤتمرين تطرق فيها إلى مسار عمل حزب العدالة والتنمية في وسط مغاربة الخارج واستحقاقات المرحلة المقبلة. في الفترة المسائية تم تنظيم لقاء تواصلي للأستاذ عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية مع المغاربة المقيمين بكاتالونيا، تحت عنوان "التحول الديمقراطي في المغرب وآثاره على مغاربة الخارج"، هذا اللقاء عرف إقبالا كبيراً من طرف المهتمين غصت بهم القاعة حيث لم تستوعب عدداً كبيراً منهم، بالرغم من تدخل مسؤولي الجهة المنظمة لدى الأجهزة الأمنية لإقناعهم بالسماح للمواطنين المتواجدين خارج القاعة بالدخول لحضور اللقاء. وقد أبى السيد رئيس الحكومة إلا أن يخرج مرتين للإطلاع على الموقف والحديث معهم. وقد تجاوب المواطنون بحماس مع محاضرة السيد رئيس الحكومة حيث قوطع عدة مرات بالتصفيقات. وقد أكد عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة المغربية خلال مداخلته، أن المغرب قطع أشواطا مهمة في درب الإصلاحات الدستورية والسياسية قبل الربيع العربي، موضحا أن المملكة ومنذ سنوات فتحت العديد من الأوراش الكبرى، كان آخرها تبني المغرب لوثيقة دستورية جديدة في الفاتح من يوليوز من العام الماضي. وقال بنكيران إن استمرار نجاح الإصلاحات بالقطع مع منطق التحكم، وتبني منطق الدولة في خدمة المجتمع، مشيرا في هذا الصدد إلى أن مهمة حكومته لن تكون سهلة، مطالبا المغاربة بإعطائه مهلة كافية، نظرا إلى وجود العديد من الملفات، وشدد بنكيران على دور المواطن في تحقيق التنمية المنشودة، مبرزا أن هذا الدور يرتكز أساسا على أهمية قيام كل مغربي سواء كان داخل أو خارج أرض الوطن بواجبه كاملا، من خلال تشجيعه على المشاركة في التغيير الذي يتبناه المغرب، مؤكدا في نفس الوقت على ضرورة وجود ممثلين للجالية بالخارج داخل قبة البرلمان. من جهة أخرى، جدد بنكيران تأكيده أن حكومته تعمل في تناغم تام مع ملك البلاد، وإن كان هناك اختلاف فهو طفيف، وقد أكد أنه لا يريد الاصطدام بالملك، وأنه لا يقبل بأن يقدم على أي عمل يخالف الدستور.. حيث صرح قائلاً: "الملك أشار لي بالأخد بكل ما يوافق الدستور ورفض كل ما يخالفه حتى وإن كانت التعليمات آتية من القصر". ولم تفت رئيس الحكومة المغربية، مناسبة تواجده أمام حشد من الجالية بإسبانيا دون تأكيده على ضرورة العناية بهذه الشريحة الهامة من المغاربة، حيث قال إنه أعطى تعليماته للأسلاك الدبلوماسية لتسهيل وتحسين الخدمات الإدارية للجالية المغربية بالخارج.