"لقد حان الوقت لاقتصاد جديد، الإقتصاد الأخضر"، هكذا يرى الشاب الهولندي ذو الأصل المغربي توفيق ديبي أن الاقتصاد هو الموضوع الذي سيكون المحرك الأساسي في حملتة الانتخابية القادمة لخوض سباق الترشح لزعامة حزب اليسار الأخضر الهولندي. توفيق ديبي شاب ذو 32 ربيعا, سياسي موهوب، دخل دهاليز السياسة في سن مبكرة جدا.. شاب طموح تتسم مواقفه بالجرأة وبالصرامة.. تختلف آراء الكثير من زملائه حوله ولكنه يبقى دائما وفيا لمبادئه ولمسيرته السياسية واستطاع بذلك أن يكسب ثقة كبيرة ويحصل بعد ذلك في 2008 على جائزة "السياسي الموهوب".. يحظى بحضور إعلامي متميز جدا في هولندا. أوصلته ثقته في نفسه وقناعاته اليوم الى أن ينافس الزعيمة الحالية لحزب اليسار الأخضر في هولندا يولاند ساب، وهو ما صرح به مؤخرا في مؤتمر صحفي أكد فيه عزمه خوض سباق الترشح لزعامة الحزب، (نفس الحزب الذي سبق وأن قاده في سنوات مضت مغربي هولندي آخر هو محمد الرباع) ليضع من خلال ذلك نهاية لكل "الإشاعات" وكل ما كانت تروجه وسائل الإعلام حول ترشحه من عدمه. هو إعلان رسمي إذن عن ترشح مغربي هولندي لزعامة حزب اليسار الأخضر في هولندا لخوض انتخابات سبتمبر القادم.. توفيق ديبي. توفيق ديبي ذو 32 ربيعا يعتبر أصغر برلماني في هولندا بعد أن دخل البرلمان في سن مبكر (26)، تناول العديد من الملفات الحساسة منها خاصة المتعلقة بالهجرة والاندماج، سواء عبر مناظرات برلمانية أو من خلال توجهاته وتصريحاته. تصريحات ومواضيع تناولها وقضايا أخرى طرحها كانت في مجملها تثير نقاشات كثيرة سواء داخل البرلمان أو في الشارع الهولندي، كان كثيرا ما يواجه في انتقاداته توجهات وتصريحات خيرت فيلدرز المعادية للأجانب. وقد يتذكر الكثير( ربما ) مظاهرة ضد فيلدرز في يناير 2008 وزعت خلالها لافتات معادية لفيلدرز وملصقات على شاكلة علب التبغ تحمل صورة فيلدرز وكتب عليها "متطرف، مضر بالتعايش"، حيث تعرض توفيق ديبي حينذاك بالإيقاف من قبل الشرطة لمشاركته في المظاهرة. هي مواقف كثيرة أخرى تعرفها مسيرة ديبي كتلك المتعلقة بالمواطنين ذو الأصول الغير أوروبية وفضحه ورفضه للتمييز الممنهج ضدهم. وأخيرا وليس آخرا تناوله ( مؤخرا) لقضية طفل أنغولي (ماورو) كان قد قضت إدارة الهجرة والتوطن بترحيله من هولندا.. كذلك مشروع عريضة العفو عن اللاجئين القاصرين والتي لقيت من جهة تجاوبا كبيرا من لدن الكثير من مؤسسات المجتمع المدني الهولندي كما بعثرت من جهة أخرى الكثير من أوراق الحكومة اليمينية في تشبثها بمشاريع قوانين ضد الأجانب . وهو نفس الملف , ملف الأجانب والذي صرح توفيق ديبي بشأنه في مرات عدة على أنه الورقة التي لعبت وتلاعبت بها الحكومة اليمينية كثيرا قبل سقوطها، تُضخم أعداد الأجانب لتخويف الهولنديين منهم ، وتقزم أعدادهم لتُوهم الهولنديين والرأي العام ، بنجاح سياستها في مواجهة الهجرة والمهاجرين. كما أنه -على الطرف الآخر- من المعادلة تلقى الكثير من الإنتقادات من بعض النشطاء الأجانب بهولندا خاصة من نشطاء إسلاميين، حيال بعض مواقفه خاصة منها موقفه من «النقاب» الذي عبر ما مرة عن قَبوله للمشروع الذي ينص على رفضه ومنعه داخل أقسام المؤسسات التعليمية، ولكن يبقى أنه مهما تباينت المواقف والآراء حول هذا السياسي الموهوب, إلا أنه يحسب له الكثير من الأمور والمواقف... جرأته في طرح الكثير من القضايا الحساسة، منها المتعلقة اساسا بالهجرة والاندماج . كما يحسب له كذلك صعوده اللافت جدا في عالم السياسة في هولندا... وحصوله على جائزة السياسي الموهوب ودخوله البرلمان في سن مبكرة، وأخيرا تقديم نفسه لزعامة حزب يملك في هولندا عشرة مقاعد من 150 مقعدا. ومن يدري ربما فاجئ الجميع أيضا ويصبح زعيما لحزب الخضر كما فاجأ قيادة ومسيري حزبه بترشيحه "للزعامة".. زعامة حزب اليسار الأخضر الهولندي.