أثيرت ردود سلبية من لدن فعاليات المُجتمع المدني وعموم المواطنين بمدينة الرشيدية جرّاء رسوم كاريكاتورية معروضة ضمن الأيّام الثقافية لجمعية هواة العدسة المُنظمة بتنسيق مع المندوبية الإقليمية لوزارة الثقافة بالمدينة، وهي الأيام المُنعقدة فعالياتها بمُناسبة شهر رمضان المُبارك بدار سجلماسة للثقافة. وتنحصر ردود الفعل ما بين الشجب والإدانة، زيادة على الدعوة بالاستتابة والتصفية في حقّ محمّد مادون العارض لثلاث رسوم كاريكاتورية وُصفت ب "المُسيئة للإسلام" و "المزعزعة لعقيدة المُسلمين" باستهزائها بحلول شهر رمضان. وتتضمّن الرسوم الكاريكاتورية المعروضة في صبغة هاوية ثلاث إنتاجات لسنة 2009، تُصوّر شهر رمضان في شاكلة شيخ بلحية مسدولة وعمامة بشكل مسجد، حيث يحمل في الأولى "شهر رمضان" لوحة تُشير إلى وجوب صوم ثلاثين يوما في مواجهة لمواطن يُطالب بصيام تسعة وعشرين يوما لاغير، مع كتابة تُفيد التخمين في رغبة رفع إلزامية الصيام عن الجميع بتضمين الرسم عبارة "وإلى هْدَاكْ الله خْلِّيها غيرْ فَرْض كِفَاية". أمّا الرسم الكاريكاتوري الثّاني فقد شمل نفس التشبيه لصورة "رمضان" مادّا لنُسخة من المُصحف بيده اليُسرى، في حين يُسلسل بيده اليُمنى قارورة "رُوج" و علبة "مَالبُورُو" أمام فرد يبكي أثناء تعليقه على الشهر الكريم بكونه "شهرا أطول من ألف شهر". أمّا الكاريكاتور الثّالث فيُصوّر مُجابهة فرد للشيخ المُلتحي ذي العمامة "المسجدية" والعرق يتصبّب من الأوّل أمام برود مواجهه "رمضان"، فما كان منه إلاّ أن جابه "الشهر المُقدّس" بالقول: "أجّل حتّى انتَ آسيدي زيارتك، وبَدل ماتجي فالصْمّايَمْ أجِي فلْيَالِي". ويتساءل الفاعلون الجمعويون عن مدى الجدوى من الإساءة لشعور المُسلمين من لدُن اللوحات الكاريكاتورية المعروضة ضمن الأيّام الثقافية المذكورة، كما تساءلوا عن مدى تفعيل قنوات الدّراسة والتمحيص في مضمون المعروضات التي تتبنّاها وزارة الثقافة عبر مندوبياتها بمُختلف ربوع المملكة، خصوصا وأنّ مثل هذه الوقائع "الغير مسؤولة" قد تدفع أفرادا وجماعات مُتطرّفين إلى القيام بأفعال خارجة عن إطار الحوار والنهي.