"لست مُضطرا لأن تحرق الكُتب حتى تُدمر حضارة ما، كل ما عليك فعله هو أن تقنع الناس بعدم قراءتها"(راي برادبوري) لم تعد اليوم الشاشات مُعلقة على جدران البيوت فقط كما كان في عالم "فهرنهايت 451"، بل أصبحت في كل مكان؛ في الحقائب والجيوب، في العمل وفي البيت وعلى أسطح المكاتب، تكاد لا تفلتها الأيادي ولا تبتعد عنها العيون، حتى صار سائق السيارة لا يستغني عنها أثناء السياقة. ففي ظل غياب إحصائيات دقيقة حول فعل القراءة بالمغرب، تترجم عدد من الإحصائيات الأجنبية تلك الهجرة الجماعية إلى الشاشة بعيدا عن الكتاب، ولعلى خير دليل على ذلك كوننا أصبحنا اليوم أسرى للعديد من وسائل التواصل الحديثة التي نستعين بها في مختلف مجالات الحياة. ولا شك أن هذا الواقع الجديد ترك آثاره على كثير من مناحي حياتنا اليومية، وباتت هذه الوسائل الحديثة تهدد عادات كانت راسخة في حياة كثيرين، مثل قراءة الكتب والجرائد والمجلات الورقية.