تستعد إذاعة الحسيمة الجهوية لبث برامجها على القمر الاصطناعي "هوتبارد"، وسينطلق البث الرسمي على أحد ترددات القمر المذكور في غضون الأيام القليلة المقبلة بالتزامن مع الذكرى الرابعة لانطلاق الإذاعة رقم 11 في رصيد الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون، وقد أجريت خلال اليومين الماضيين تجربة البث على تردد الإذاعة على القمر الاصطناعي بنجاح، وهو ما خلق أجواء من الارتياح وسط الطاقم العامل بها. مصطفى الشيخي مدير المحطة يعلق على الخبر بالقول " ما تحقق انجاز كبير وإذاعة الحسيمة من الإذاعات القليلة التي استطاعت أن تضمن لها مكانا في الفضاء في وقت وجيز جدا لا يتعدى 4 سنوات"، قبل أن يضيف في تصريح له أن هذا الانجاز يرجع " بالإضافة إلى الإلحاح الذي سلكته الإدارة مع المصالح المركزية للشركة، بضرورة تخصيص تردد على القمر الاصطناعي لوجود عدد كبير من أبناء الجالية المغربية بالخارج ينحدرون من المنطقة، ويحتاجون إلى طرح المشاكل التي يعانون منها سواء داخل الوطن أو خارجه وأيضا إلى وجود طاقم يتفانى في عمله ويحاول أن يجسد بشكل حقيقي مفهوم إعلام القرب". هذا التطور سيدفع المشرفين إلى الرفع من مستوى الأداء وتغيير في شبكة البرامج بإحداث برنامج جديد باسم " صوت المهاجر" ينفتح على اهتمامات المهاجرين، إلى جانب شبكة البرامج الموجودة حاليا والتي يتربع عليها البرنامج المشهور ملفات جهوية وبرنامج "إبريذن أساري" ( مسالك النزهة). الإذاعة التي انطلقت في 29 أبريل 2009 "جاءت في سياق الإقرار بان المنطقة بالموازاة مع حجم النهضة والاكراهات التي تعرفها أنها بحاجة أيضا إلى المواكبة الإعلامية، خاصة أن الريف عرف نوعا من التهميش" يقول الشيخي. وعن خصوصية المحطة أكد نفس المصدر أنها تشتغل على موجتين واحدة خاصة بإقليمالناظور وأخرى بإقليمالحسيمة، لم تمنع من التوسع و تغطي حوضا مهما يمتد إلى جزء من إقليمشفشاونوإقليم الدريوش بكامله وهو الإقليم الذي كان إلى وقت قريب جزء من التنظيم الإداري والترابي للناظور، ومن الخصوصيات أيضا التي تميز المحطة "فسحها المجال أمام المستمع خاصة في البرامج التفاعلية للإدلاء بآرائهم بأي لغة شاءوا لتذويب الفوارق بين مكونات المجتمع المحلي، وبالتالي أصبحت الإذاعة إذاعة بدون حدود، والتنوع الذي جسده السماح بالتعبير باللغة التي يستطيع بها المستمع تجسد في الاختيارات الغنائية أيضا" يضيف مدير الإذاعة. ومما جعل نسب متابعة الإذاعة ترتفع "طبيعة المنطقة الجبلية التي تعرف ارتفاعا في نسب ساكنة العالم القروي وهو ما يعني بالضرورة تنامي ثقافة المذياع"، وكشف الشيخي أن "هناك أشخاص يتصلون للمشاركة في البرامج التفاعلية منذ انطلاق الإذاعة في 2009 ولم يستطيعوا إلى حدود الساعة التمكن من المشاركة لوجود كثافة في الاتصالات التي تتلقاها خطوط هذه البرامج، إلى درجة أن في احد الأيام اتصلت مصالح شركة الاتصالات التي تتعامل معها المحطة تستفسر عن ما إذا كانت خطوط الربط بشبكة الهاتف تعاني من مشاكل تقنية بعدما لاحظت أن أزيد من ألف مكالمة تحاول الوصول إلى هاتف الإذاعة لم تتمكن وطبعا لم تكن الخطوط تعاني من أي اعطاب تقنية بقدر ما يتعلق الأمر بالضغط عليها من قبل المستمعين". سر أخر يجعل من الإذاعة تكسب نوعا من التميز خاصة في مجتمع متوجس جدا من التعامل مع ما هو رسمي، تعاطيها مع معاناة المواطنين من "زاوية إنسانية" فهي تفتح المجال أمام الحالات الاستعجالية التي تحتاج إلى عناية وتبث نداءاتها حتى وسط بث البرامج المباشرة.