غريبة جدا هي بعض الأمور التي تحدث في بلادنا بعد نسمة الحرية الصغيرة التي أُتيحت لنا. فبعدما كانت الأمازيغية مجرد لهجة متعددة اللكنات، يُنطق بها هنا و هناك، تمٌ ترسيمها كلغة رسمية في التعليم الابتدائي أولا، ثم أخذت مكانها بجانب العربية في الدستور الجديد بعد ذلك. أما الراية الأمازيغية فيمكن الآن مشاهدتها مرفرفة في أي مكان، بمناسبة معينة أو دونها. غير أن ما يبعث على السخرية أن ترى هذه الراية تتوسط رايتين وطنيتين في أحد الأعراس خلال الأسبوع الماضي.
أولا: مكان الاحتفال بالعرس ليس بناية إدارية تابعة للدولة لينشر فيها العلم الوطني المغربي من الحجم الكبير الذي لا يباع في السوق.
ثانيا: ليس لدينا في المغرب الحكم الذاتي بعد، لينشر العلم الوطني بجانب علم الجهة أو المنطقة التي تتمتع به، كما في الجارة الأسبانية مثلا.
ثالثا: من أي جهة استطاع أصحاب العرس أن يحصلوا على عدة نسخ من العلم الوطني ذي الحجم الكبير، كونه لا يباع في الأسواق؟
إنها بعض الملاحظات و الأسئلة التي تنتظر الرد. رغم ذلك أعتقد أن أصحاب العرس قاموا بذلك عن حسن نية، رغم جهلهم بالقانون.