بدأت علامات الاستنفار تبدوا على مختلف الأجهزة الأمنية منذ أيام مرّت، حيث من المنتظر أن يطالب رجال الشرطة والدرك والقوات المساعدة والوقاية المدنية برفع درجة التأهب إلى المراتب القصوى مع حلول ليلة 31 دجنبر1يناير، اتقاءً لأي تهديد غير مرغوب فيه، وهي الأهبة التي بدأت ملامحها تبرز بوضوح خلال الأونة الأخيرة، من خلال دينامية التأكّد من الهويات وانتشار سدود المراقبة الأمنية ضمن المحاور الطرقية المتخذة كمنفذ للجماعات الحضرية المختلفة. وضمن هذا السياق، تشهد مدينة النّاظور، شأن باقي المناطق التابعة لنفوذ ولاية أمن الناظور، انتباها أمنيا ملحوظة باعتماد ثلاث نقاط تفتيش قارّة بكل من شارع تاويمة المثنّى، والمعتبر كمدخل جنوبي للمدينة، إلى جانب سدّين أمنيين آخرين، أحدهما متواجد بمحاذاة حي ترقاع، المدخل الشمالي للمدينة، فيما الثاني متواجد بحي اولاد بوطيب متفقدا الوالجين والمغادرين للمدينة من بوابتها الطرقية الغربية.. إذ تشتدّ بهذه الحواجز إجراءات التفتيش دون تساهل، إلى درجة أنّ الخيار الأمني عمل على تضييق المنفذ الجنوبي إلى حدّ سماحه بعبور عربة واحدة لا غير. ويأتي هذا التشديد الأمني وفق تخوفات مبنية على مقاربة الرئاسة الجديدة لأمن الناظور العاملة على التقيّد بالدوريات الأمنية الصادرة عن ولاية أمن وجدة، وكذا تلك القادمة مركزيا من الإدارة العامّة للأمن الوطني، الجاعلة من نهاية السنة مناسبة للانتباه الأمني الواصل لأقصى الدّرجات، وهي المقاربة الأمنية التي تكتسي حدّة إضافية باعتماد الأحداث الاستثنائية المفيدة بوجود قطع سلاح حي بالمنطقة في أعقاب إطلاق الرصاص بشارع الجيش الملكي ضمن عملية سطو، وكذا إطلاق الرصاص الذي استهدف، بشكل غير مبرر، أفرادا للشرطة كانوا مرابطين ضمن الحاجز الأمني الجنوبي للناظور قبل أسابيع عدّة من الآن. رجال الدرك أيضا سيمضون ليلة بيضاء في الإشراف على المناطق الواقعة تحت نفوذهم احترازا من أي فعل من شأنه التأثير على السكينة العامّة، كما ستشحذ القوات المساعدة همم أفرادها انتظارا لأي طلب دعم قد يُتلقّى، في حين سيرابط أفراد الوقاية المدنية بمركزهم، إلى جانب الصهاريج المشحونة والسلالم المعدّة تحسّبا لأي طارئ كان، كما سيمضي أفراد القوات المسلّحة الليلة الأخيرة من سنة 2009 وسط استنفار مضاعف بمراكزهم حول السياج المعدني المحيط بمدينة مليلية، إذ غالبا ما يعمل مرشحون للهجرة السرية، وأغلبهم من دول جنوب الصحراء، على استغلال هذه الفترة في القيام بمحاولات جماعية للعبور صوب الثغر المغربي المحتلّ.