عبد الحكيم اسباعي- يومية الصباح طالب سجناء بالسجن المحلي بالناظور، بفتح تحقيق بخصوص ما أسموه "خروقات تمس بكرامتهم" نتيجة سوء الأوضاع التي يعيشونها، والمعاملة التي يلاقونها من القائمين على المؤسسة السجنية التي يقضون بها حاليا عقوبات بمدد مختلفة. من جهته، نفى مدير السجن المحلي بالناظور، عبد الحق نوعم، حصول انتهاكات أو سوء معاملة في حق النزلاء، مفندا حديث عدد منهم في عن سلسلة من التجاوزات تمس حقوقهم، سيما منها ما يتعلق بمشاكل الاكتظاظ وغياب شروط النظافة، وتعريضهم لمعاملات لاإنسانية، فضلا عن ما يتردد عن الانتشار الكبير للمخدرات والرشوة والتمييز بين النزلاء بحيث يستفيد البعض منهم بامتيازات خاصة مقابل تعرض آخرين ل"الحكرة"، والحرمان من الزيارة. المثير في هذه الشهادات المضمنة في تسجيل صوتي حديث، تتوفر "الصباح" على نسخة منه، أن النزلاء يقدمون أسماءهم الكاملة وأرقام اعتقالهم، قبل أن يشرع كل واحد منهم على حدة في سرد تفاصيل متطابقة عن المعاناة التي يقولون إنهم يتعرضون داخل المؤسسة السجنية، مجمعين على سوء الوجبات المقدمة لهم، وعدم توفير الإدارة لأدوات ووسائل النظافة وغياب الرعاية الطبية، بالرغم من تردي الوضعية الصحية لعدد منهم، وإصابة بعضهم بأمراض معدية، وتناسل حالات الإدمان على المخدرات القوية في صفوفهم، على حد وصفهم. وبهذا الخصوص، أوضح نوعم أن مجمل تلك التصريحات التي أطلعته "الصباح" على مضمونها، تحمل في ثناياها الكثير من المغالطات، وتتنكر لمجهودات وتضحيات الأطر الساهرة على العملية الإصلاحية بالمؤسسة ذاتها، مشددا في الوقت نفسه على اتخاذ الإدارة لإجراءات حازمة للحد من تسريب المخدرات ومواد ممنوعة أخرى إلى السجناء، وان هذه التدابير الجديدة فرضها ما يتم تسجيله من محاولات متكررة لإخفاء هذه الممنوعات في مواد غذائية ومواد للتنظيف يتم جلبها من قبل أقارب النزلاء، كما لجأت الإدارة في اتجاه آخر إلى إغلاق نوافذ تطل على الواجهة الخارجية بعدما تأكد لها استعمالها من قبل بعض النزلاء في تلقي كميات من المخدرات بقصد استهلاكها أو ترويجها. من جانب آخر، نفى مدير المؤسسة السجنية الاتهامات التي كالها السجناء في الشريط الصوتي لموظفي السجن، والمتعلقة بحسب النزيل المدعو "ط.ص"، ب "ممارسة القمع والعنف والسب والشتم ضد السجناء"، و"فرض الرشوة عليهم مقابل استفادتهم من بعض المواد الغذائية من خارج دكان السجن"، و " تعرض بعضهم لحالات تسمم في 27 ماي الماضي نتيجة تناولهم لكعكة مادلين منتهية الصلاحية اقتنوها من دكان السجن"، فضلا عن " الحرمان من التطبيب وشروط النظافة والتغذية"، و "عدم نقل أعداد منهم نحو الحي الجديد لوضع حد لمشكل الاكتظاظ، وذلك على الرغم من وجود أسرة شاغرة". وفي هذا الصدد، اعتبر المسؤول ذاته، أن واقعة التسمم التي صرح السجين"ل.م"، انه كان احد ضحاياها، "مجرد ادعاء باطل، وتم في حينه معاينة الكعكة المستهلكة فتبين أنها لم تستوف مدة صلاحيتها، كما يدعي السجناء"، وبالمقابل أكد على "احترام الإدارة للضوابط والمعايير المعمول بها بشأن إعداد الوجبات المقدمة للنزلاء وشروط النظافة والتطبيب، ومعاملتهم في حدود المسموح به قانونا"، بدون تمييز أو مفاضلة بينهم، باستثناء "ما يبدو معقولا من فصل السجناء بحسب اعتبارات أخرى من بينها الانضباط وحسن السلوك ونوع الجريمة المقترفة". وفي السياق ذاته، اعترف مدير السجن المحلي أن "المؤسسة تتجاوز بكثير طاقتها الاستيعابية، كما يزيد ارتفاع أعداد الأشخاص المحالين على الاعتقال الاحتياطي من حدة مشكل الاكتظاظ، دونما أن يكون ذلك مبررا للتمييز بين النزلاء أو ابتزازهم"، وذلك على نقيض ما ورد في شهادة السجين "ب.ف" بكون الحصول على سرير داخل الحي الجديد يعد "امتيازا" يلزم صاحبه دفع مقابل مادي، حدد قيمته في 5000 درهم. وفي نفس المنحى، اطلعت "الصباح" على قائمة جديدة بأسماء نزلاء تعد الإدارة لنقلهم نحو الحي الجديد، "آخذة بعين الاعتبار الحاجات الموضوعية للنزلاء"، وقوائم أخرى تضم عشرات من النزلاء المحالين على مصحة المؤسسة السجنية يوميا، وقائمة أخرى من المحالين على المستشفى لتلقي العلاج من أمراض مختلفة، إلى جانب استفادة النزلاء من الحملات الطبية المنظمة داخل أسوار السجن بشراكة مع جمعيات متخصصة، كما تبين لائحة حديثة عرض حالات أخرى بشكل مستمر على الطب النفسي بالمركز الطبي المتعدد التخصصات، خصوصا المتعلقة منها بالمدمنين على المخدرات القوية، على غرار حالة النزيل "أ.و" الذي وجه نداء لإنقاذه من آفة الإدمان على المخدرات القوية التي يقول انه ابتلي بها بعد دخوله إلى السجن. للتواصل مع مراسل الصباح بالناظور: [email protected]