احتضنت مدينة/جهة مورسيا الإسبانية، يومي 18 و19 أبريل الجاري، لقاء دراسيا حول "المنتدى المتوسطي للمياه" بمشاركة عدة شخصيات تتقلد مسؤوليات في بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط. وقد ترأس هذا اللقاء السيد "رامون لويس فالكارسيل"، رئيس جهة مورسيا، الذي دافع في كلمته بالمناسبة عن ضرورة إطلاق وتنفيذ "استراتيجية للمياه تشارك فيها كافة الإدارات المعنية بالموضوع، كي تصير أداة فعالة للتعرف على الاحتياجات الخاصة للجهات المختلفة في إطار سياسة مشتركة لتدبير مشكلة المياه". ولأجل ذلك، يؤكد فالكارسيل، فإن الهدف الأساسي من هذا اللقاء هو "رسم استراتيجية مشتركة لمعالجة أربع مجالات للعمل: الحكامة الجيدة؛ التكيف مع التغيرات المناخية؛ تدبير الطلبات وتمويل المياه". مضيفا في هذا السياق بأن جهة مورسيا "تقوم بمحاولات لأجل نقل خبراتها في مجال التدبير العقلاني لمواردها المائية إلى بلدان البحر الأبيض المتوسط الأخرى المتضررة". في نفس الإطار، وبصفته رئيسا مشتركا للجمعية المحلية والإقليمية الأورمتوسطية (أرليم) ورئيسا للمجلس الجهوي تازةالحسيمة تاونات، شارك د. محمد بودرا بمداخلة أبرز من خلالها أن "أي حديث عن مشكلة المياه يبقى حديثا عن المستقبل، مستقبلنا المشترك داخل الفضاء الأورمتوسطي". مشيرا إلى أنه، بالنظر إلى التحديات المتصلة بمسألة تدبير المياه، فإن الخطابات بهذا الشأن تبقى غير كافية ولا بد من المرور إلى خطة عمل والقيام بالإجراءات المطلوبة. ومن جهة أخرى، أكد الرئيس المشترك ل"أرليم" بأن موضوع المياه يحظى بأهمية بالغة ضمن أجندة الجمعية (أرليم)، ولهذا السبب اختارت هذه الأخيرة، سنة 2010، مشكلة تدبير المياه كموضوع رئيسي جنبا إلى جنب مع تنمية المدن. علما أنه تم عقد عدة اجتماعات لجانية حول هذه الموضوعات والتقارير التي اعتمدت في الدورة العامة لدى جمعيتنا خلال أواخر شهر يناير 2011 بأكادير/المغرب. مضيفا أنه بفضل هذا المجهود والعمل المكثف الذي باشرته جمعيتنا، تم ربط الصلة بالعديد من المنظمات المهتمة بموضوع تدبير المياه على صعيد الأقطار المطلة على البحر الأبيض المتوسط. واختتم د. بودرا تدخله بتوجيه شكره العميق لمنظمي هذه الندوة، معلنا بأن مشاركته في أشغال هذا اللقاء الدراسي سيتيح الفرصة أمام الجمعية (أرليم) لإعداد تقرير يرصد مسألة التدبير المحلي للمياه وإطلاق منهجية تشاركية في أفق تطوير الحكامة وتدبير المياه بمنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط.