الجزيرة نت : تستعد جهات يهودية عالمية لمواجهة شبكة الجزيرة ب"جزيرة" موالية لإسرائيل تبث بالعربية وثلاث لغات أخرى، وقد شكك من الآن باحث إعلامي إسرائيلي في جدواها. وأعلن رئيس مؤتمر القيادات اليهودية السنوي المنعقد في الولاياتالمتحدة المليونير اليهودي الروسي الأصل ألكسندر مسكوفيتش نيته إقامة قناة إخبارية عالمية مثل الجزيرة و بي بي سي، على أن تكون داعمة لإسرائيل. وقال الثري اليهود للقناة العبرية العامة إن القناة ستطلق باللغات الإنجليزية والعربية والفرنسية والإسبانية ل"تقول الحقيقة فقط". وأردف "للأسف غالبية القنوات لا تكشف الحقائق، كل يوم نخسر في الحرب على صورة إسرائيل أمام الرأي العام". وضرب مثلا بالقاضي ريتشارد غولدستون فقال عنه "أنا متأكد أنه شخص نزيه، لم يقصد إيذاء إسرائيل، لكن كل ما يراه في وسائل الإعلام يتضمن مواد دعائية مضادة لها، لذا أعتقد أنه من الصعب اتخاذ القرار الصائب في هذه الظروف". وتقدر ثروة مسكوفيتش حسب مصادر إسرائيلية بنحو 3.7 مليارات دولار، وهو يعمل على تجنيد رجال أعمال ومتبرعين آخرين لتمويل القناة الجديدة، محذرا من خطورة ما يعتبره نزعا للشرعية الدولية عن إسرائيل. وما زالت القناة طور التشكيل ولم يحدد موعد انطلاقها. ويرفض مسكوفيتش الكشف عن هوية شركائه، مكتفيًا بالقول إن القناة ستكون خاصة ومستقلة. وقال "الآن نجهز خطط عمل وخلال أربعة شهور سنقوم بعرض الخطة في إسرائيل"، لافتا إلى أن القناة ستعمل على التعاقد مع إعلاميين معروفين من كل القنوات مثل سي أن أن والبي بي سي وغيرهما. وقال رئيس المنظمات اليهودية في الولاياتالمتحدة، مالكوم هونلاين لموقع "واينت" التابع لصحيفة يديعوت أحرونوت "من يضر بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، يضر بحق الشعب اليهودي كله بالدفاع عن نفسه". وفي معرض تبريره لدعمه للجزيرة المضادة شّبه الوضع الحالي لإسرائيل بما كان عليه عام 1947، وتحدث عن أبحاث أجرتها المنظمات اليهودية تظهر أن "الحكومات الأوروبية ملتزمة بإسرائيل أكثر من شعوبها". وأضاف "اليوم يمتلك اليهود القوة وكل العالم يدرك ذلك ما عدا اليهود أنفسهم"، لذلك "علينا التذكر أنها ساحة حرب". وفي رأيه فإن "شيطنة" إسرائيل تسعى لضربها وإخراجها من المجتمع الدولي، داعيا لتعليم الناشئة اليهود كيفية الإجابة عن كل سؤال واتهام. لهذا يرى هونلاين أن إقامة شبكة إعلامية كالجزيرة أمر ضروري، وكشف أنه سبق أن التقى مسؤولين إعلاميين أجانب في محاولة للتوصل لتعاون بين شبكات إعلامية والجهات الحكومية الإسرائيلية. لكن رئيس كلية الصحافة والاتصال في جامعة حيفا البروفسور جابي فايمان شكك في نجاح هذه القناة الموالية لإسرائيل، واستذكر فشل مشاريع أميركية مشابهة مثل الحرة وإذاعة سوا. وقال للجزيرة نت إن على المبادرين اليهود التعلم من فشل التجربة الأميركية المذكورة التي حاولت طرح منافسة إعلامية باسم مصالح سياسية. وتابع "من الصعب جدا منافسة الجزيرة القطرية والمنافسة لن تتأتى إلا من الداخل ومن خلال قناة عربية لا شبكة أجنبية استعلائية تخدم مصالح سياسية". وعن مدى قدرة الإعلام على تحسين صورة إسرائيل في العالم مقابل الانتقادات المتصاعدة قال "قبل البحث عن قناة تلفزيونية لا بد لإسرائيل أن تبلور رسالة سياسية واضحة، فالفضائية وحدها لا تكفي للتأثير". يذكر أن فايمان كان قد أكد خلال مؤتمر حول الصحافة عقد في إيلات العام الماضي أن المساعي الدعائية التي تبذلها إسرائيل في العالم غير مجدية في ظل أدائها السياسي السيئ لأنها "تشبه تحلية البحر الميت المالح بملعقة سكر.