شاركت عناصر من الشرطة، بتنسيق مع جمارك ميناء طنجة المتوسطي، صباح الجمعة الماضي، في إحباط عملية جديدة لتهريب الكوكايين إلى أوربا عبر المغرب. وتمكنت الفرقتان من حجز 15 كيلوغراما من المخدر مدسوسة في عجلتين احتياطيتين لسيارة من نوع بوجو405 تحمل ترقيما فرنسيا ويقودها مواطن من الجنسية ذاتها. وأفادت مصادر "الصباح" أن إيقاف المعني بالأمر، لم يكن صدفة وإنما كان نتيجة أبحاث متوالية، مشيرة إلى أن الأمر يتعلق بشبكة عابرة للقارات تنشط في مجال تهريب المخدرات الصلبة وتتخذ من جنوب المغرب نقطة إستراتيجية لإتمام عملياتها، مستفيدة من وجود عملاء لها في الصحراء المغربية يساعدون على التوجيه والإرشاد وتأمين الطريق. وأضافت المصادر ذاتها أن الطريق المذكورة تقع تحت مراقبة أمنية مشددة وسبق للمصالح الأمنية أن تتبعت خيوط شبكات أخرى وأسقطت بعضها من بينها شبكات بركان وولد هيدالة والجوهري، وكلها كانت تنشط في مجال تهريب المخدرات عبر المسار ذاته. وحسب إفادة مصادر عليمة، فإن السيارة المحجوزة لفائدة البحث، دخلت التراب الوطني عبر الميناء ذاته في 14 نونبر الماضي، وكان يقودها الفرنسي الموقوف لوحده. وتتبعت الأبحاث مسار السيارة، إذ رصدت في أماكن متفرقة، كما أنها غادرت الحدود الجنوبية لتعود أدراجها إلى المغرب نحو شمال المملكة، قبل سقوطها في شرك الجمارك والشرطة، وبها الكمية سالفة الذكر من مخدر الكوكايين. وتوجه الفرنسي من المغرب إلى موريتانيا عبر المركز الحدودي بئر الكندوز، وهناك رافقه شخص موريتاني حددت هويته، قبل أن يتوجها إلى الحدود السنغالية، حيث سلم الفرنسي سيارته إلى شخص يتحدر من غينيا بيساو، تكلف باقتناء الكوكايين ودسها في العجلتين الاحتياطيتين بشكل لا يثير الشكوك. وأضافت مصادر "الصباح" أن الفرنسي الموقوف بعد أن تسلم سيارته غادر السنغال نحو موريتانيا ومنها إلى المركز الحدودي بئر الكندوز ودخل مرة ثانية إلى المغرب. وخلال الرحلة، كان يرشده الموريتاني الذي تربطه به معرفة سابقة. وواصل الفرنسي الطريق إلى أن افترق مع مرافقه الموريتاني عند مشارف طنجة، محاولا تهريب 15 كيلوغراما من الكوكايين إلى إسبانيا عبر ميناء طنجة المتوسطي، قبل إيقافه من قبل الشرطة والجمارك صباح الجمعة الماضي. وفي محاولة للتمويه على عناصر الشرطة، رافقت الفرنسي زوجته وابنهما الذي يبلغ من العمر 10 سنوات. يذكر أن المتهم، حسب المصادر ذاتها، مزداد سنة 1956، فيما تبلغ زوجته السنغالية 36 سنة. وأوضحت مصادر "الصباح" أن الأمر يتعلق بشبكة عابرة للقارات تنشط في مجال ترويج الكوكايين، وأن البحث مازال جاريا للكشف عن باقي عناصرها. كما أكدت أن تأمين الحراسة الأمنية المشددة على الطريق سالفة الذكر ضيق الخناق على المستفيدين من تهريب المخدرات عبر الجنوب، ما دفعهم إلى الضغط في محاولة للابتزاز والمساومة من أجل فسح المجال أمامهم للقيام بأنشطتهم المحظورة. المصطفى صفر الصباح