أشادت مجموعة من سائل الإعلام الإسبانية والفرنسية بما حققته المملكة المغربية بخصوص عملية التلقيح ضد كورونا، واصفين إياه ب"الدولة المعجزة"، وذلك بفضل الاستراتيجية التي اعتمدتها في التلقيح. و قالت صحيفة "لاراثون" الإسبانية، إن المغرب "لم يصبح فقط البلد الإفريقي الأكثر تقدما في حملته الخاصة بالتلقيح، ولكنه رسخ أيضا قدمه كدولة معجزة، حيث نجح في أن يدبر في غضون شهر ونصف تقريبا، نفس عدد الجرعات التي دبرتها إسبانيا في شهرين ونصف". ووفق الصحيفة الإسبانية نفسها، "فقد تم بالفعل تطعيم أكثر من أربعة ملايين مغربي أو من الأجانب المقيمين بالبلاد بجرعة أولى منذ بدء حملة التلقيح في 29 يناير الماضي". كما أوضحت "لاراثون" أن حملة التطعيم في تعطي الأولوية لكبار السن (60 سنة فما فوق)، وكذا للعاملين في المجال الطبي وعناصر الأمن ورجال التعليم، مذكرة بأن عملية التلقيح مجانية. وقالت صحيفة "لافانغوارديا" الإسبانية، أيضا، إنه بينما تتقدم حملة التطعيم في العالم، يتم تقديم المغرب على أنه "المعجزة الإفريقية" في هذا المجال، وأضافت الصحيفة نفسها أن المغرب الذي يبلغ تعداد ساكنته ما يقرب من 36 مليون نسمة يوجد على رأس حملة التطعيم ضد فيروس "كوفيد 19" في إفريقيا، حيث أطلقت حتى الآن 11 دولة فقط حملاتها الوطنية للتلقيح. ومن جانبها، أشارت وكالة الأنباء الإسبانية "إفي" في السياق نفسه، إلى أن عدد الأشخاص الذين تم تطعيمهم في المغرب يناهز تقريبا العدد المسجل في إسبانيا، حيث تلقى 4,8 مليون شخص جرعتهم الأولى من اللقاح. واسترسلت وكالة الأنباء الإسبانية "ومع ذلك، فإن الأرقام التي قدمتها إسبانيا تم تسجيلها على مدى فترة تقرب من ضعف تلك التي استغرقها المغرب"، مشيرة إلى أن الدولة الإيبيرية بدأت حملتها للتلقيح في 27 دجنبر 2020. بدورها، أشارت صحيفة "ويست-فرانس" الفرنسية، أن المغرب نجح في حملته للتلقيح ضد فيروس "كوفيد-19′′ وأضحى ينال الإعجاب، حيث قامت بمقارنة التنفيذ المتسارع لحملة التلقيح في المملكة و"البطء" الذي يسود في فرنسا. وحسب الصحيفة نفسها، فإذا كانت حملة التلقيح الفرنسية قد عرفت تسارعا ملحوظا خلال الأسابيع الأخيرة، بمنح حوالي 1,2 مليون جرعة فقط خلال الأسبوع الأول من مارس، فإن ذلك لم يمكنها بعد من تدارك تأخرها من حيث نقاط أخرى، معتبرة أن فرنسا ينبغي عليها إلهام بلدان مثل المغرب. ونقلت الصحيفة عن أنطوان فلاهو، مدير معهد الصحة العامة بجامعة جنيف، قوله إن فرنسا ينبغي عليها ربما الاستلهام من بلد متعود على تنظيم مثل هذه الحملات مثل المغرب، وأكد أنه "وعلى الرغم من انطلاقة شاقة بسبب نقص الجرعات، سرع المغرب من الوتيرة بشكل نوعي في شهر فبراير بفضل التنظيم السلس. وفي 9 مارس، كان قد منح 12,83 جرعة لكل 100 نسمة، أي أكثر من فرنسا بأربع نقاط. وقد تمكن المغرب من الاعتماد، خصوصا، على تجربته، علما أنه أشرف في 2013 على حملة واسعة للتلقيح ضد داء الحصبة".
