لم نكن نتوقع في هذه المدينة التي نعيش فيها ان تصل الى هذه الحالة البئيسة و الغير الطبيعية،التي لا ينطبق عليها وصف بوابة أوروبا،اذ كانت مدينة هادئة و نظيفة من حيث موقعها الجغرافي في الثمانينات و التسعينات،غير ان مجالها العمراني زاد تعقيدا في مطلع الألفية،وبالتالي اصبحت من الناحية السوسيولوجية من المدن المركبة،اي ان وضعها السكاني و العمراني اصبح مختلطا،و الملاحظ كذلك ان هذه المدينة اضحت ملجأ للمتشردين و المتسكعين،وفاقدي الوعي،و أصحاب البحث عن طريق للوصول إلى الضفة الأخرى،غير انه هؤلاء الشباب معرضون لشتى انواع الانحراف،خاصة القاصرين منهم الذين من المفترض أن يكون مكانهم في المدرسة عوض الشارع العام و التفكير في احلام النهار للوصول الى ضفاف اوربا عبر قوارب الموت من خلال وعود مافيا الهجرة السرية،زد على هذا الوضع تواجد العديد من الأفارقة القاطنين في الشريط الغابوي و الجبال للاقليم من مختلف الجنسيات.ناهيكم عن المتشردين الذين يعانون من امراض نفسية تستوجب التدخل من قبل السلطات الصحية لايوائهم و الاهتمام بهم،بدل تسكعهم في مختلف شوارع المدينة،وفيهم من الحالات النفسية الشاذة و الخطيرة التي تستدعي الاحتفاظ بهم في أماكن آمنة،وتقديم مساعدات إنسانية عاجلة،لأن وضعهم الصحي يشكل تهديدا خطيرا لسلامة المواطنين. فاين جمعيات المجتمع المدني خاصة التي تهتم بمثل هذه الاشكالات؟ثم مادور السلطات في معالجة هذا الوضع الانساني و الاجتماعي لهذه الفئة التي لقيت نفسها مرمية في الشوارع الرئيسية للمدينة؟ لماذا لا يتم الترافع عن هؤلاء الأشخاص من طرف نواب الاقليم؟.