من الاكيد في كل منظومة تربوية و تعليمية في الدول الديمقراطية ان تحدد مراميها و غايتها التي تهدف إلى تشكيل مواطن/فرد يتشبع بقيم و مبادئ تدخل في سياستها التعليمية و تتم برمجتها سلفا في مناهج و برامج تعليمية، لكن في و اقعنا مجتمعنا المغربي لا زلنا لم نتمكن من تدقيق هذه الاهداف والغايات والقيام بأجرأتها الميدانية الواقعية التي نريد تحقيقها في المواطن / المتعلم و التلميذ رغم سلسلة من الإصلاحات التي واكبتها منذ بداية الألفية ،بداءا بالميثاق الوطني التربية و التعليم وصولا الى قانون الإطار المنبثق من الرؤية الاستراتجية 2015/2030؛ فاذا كان التعليم الحضوري له أسبقية استراتجية في عملية تعليمية- تعلمية،يتفاعل فيه المدرس مع تلاميذه وفق منهج بيداغوجي و ديداكتكي،يتم فيه تصريف مجموعة من المهارات المعرفيه و الوجدانية و السلوكية انسجاما مع أهداف و كفايات ينتظر تحقيقها تبعا لمسار تكويني معين يبدأبوحدة او مجزوءة في مختلف التخصصات و المواد المدرسة، وفق مسار تكويني تشخيصي او مرحلي و ينتهي بتقويمات إجمالية او نهائية،تكون فيها مختلف الامتحانات الإشهادية التي يختبر فيها التلاميذ اثناء انتهاء تكوينهم المدرسي في تخصص معين. اما التعليم عن البعد، فهو ضمنيا موجه للتلاميذ المتعثرين و يواجهنا صعوبات في التعلم و التكوين،وجاء كبديل تقوييمي مساعد لاخفاقات المتعلمين في تعليمهم المباشر لكي يستدركوا تلك الثغرات و يتم تصحيح انجازاتهم و قدراتهم في التعلم و التحصيل. لكن ان يصبح هذا البديل هو حل لانقاذ المدرسة المغربية العمومية من الإفلاس و الضياع،وان نتباهى بهذا النموذج،وان نقول انه مصدر تعويض للتعلم ايضا، لجيل من التلاميذ في هوامش المدن و القرى النائية فهذا في حد ذاته نوع من المغامرة و تكريس التفاوتات الاجتماعية بين مختلف الشرائح الاجتماعية،ونزكي من خلاله مبدأ تكافؤ الفرص بين التلاميذ وبين المدارس وبين التعليم الحضري و شبه الحضري و المناطق النائية و القروية التي لا تتوفر حتى على البنيات التحتية الاساسية الفقر الذي يهدد الآباء في المجتمع القروي ،و ماذا عساني اقول عن الوسائل التكنولوجية الاخرى التي تتعلق بتوفر تغطية الهواتف الذكية و تزويدها بصبيب من الأنترنيت. و عليه، فانني اوكد علي السلطات الوصية في قطاع التربية والتعليم و مختلف المتدخلين و الشركاء ان ياخذوا طبيعة الظرفية الوباءية التي نعيشها جميعا،و ان يهتموا بالمقاربات التشاركية المحلية قصد تفعيل و تصحيح كل الاختلالات الي ميزت تعليمنا عن بعد،و ان توفر كافة الوسائل التكنولوجية سواءا للتلاميذ او الأساتذة، فمعظمهم لا يتوفر على هذه الوسائل خاصة في التعليم القروي، ويبقي التباعد المدرسي حلا مؤقتا او ما يصطلح عليه بالتعليم عن بعد ملازما لكل المجتمعات المهددة بالوباء ،ويتم اللجوء اليه كلما تفاقم الوضع الصحي،اما الحضور التفاعلي في المدرسة ومحيطها الاجتماعي يدل على عودة الحياة الى المدرسة كما يصفها احد ابرز علماء التربية "جون ديوي"،فهي الحياة كلها.