كان كل شيء جاهزا لتكريم عمر دودوح الفونتي اليوم الجمعة، وتمت دعوة المئات من الناس من بينهم الكاتب خوان غويتسولو، وكان من المنتظر أن يجري التكريم بالخيمة الكبيرة " الخيال الأوروبي" بمليلية. وبتزامن مع الذكرى الخامسة و العشرين لانتفاضة مليلية. وكان يهدف التكريم إلى "الاعتراف بالجميل ... وتعريف الأجيال الصاعدة بشخص عمر دودوح ورمزيته الكبيرة". لكن عمر دودوح الذي غادر مليلية في عام 1987 لن يعود إليها غدا الجمعة، حسب ما أكدت جريدة الباييس. فقد قام وزير الداخلية المغربي الطيب الشرقاوي بثنيه عن دخول المدينة يوم غد وفقا لمصادر مطلعة من منظمي حفل التكريم، وقد فعل الوزير ذلك حسب الصحيفة حتى لا يفسد عمر دودوح على ماريانو راخوي زعيم الحزب الشعبي المعارض زيارته اليوم لمليلية وقالت ذات المصادر أن تأجيل تكريم عمر دودوح يعود إلى إرادة تجنب منافسة راخوي في استقطاب الجمهور المليلي، فشعبية عمر في مليلية كبيرة حيث أسهم نضاله سنة 1984 في تمكين المسلمين في مليلية و سبتة من الجنسية الإسبانية، كما تقول الجريدة بأن أزيد من 1600 مليلي تمكن من أداء فريضة الحج بمساعدة عمر، و هو ما يعني أن حضوره في مليلية لن يمر دون اكتراث من ساكنتها. يُذكر أن دودوح كان قد أطلق سنة 1984 انتفاضة جماهيرية للمسلمين المليليين ضد قانون الأجانب الذي كان يجعل من المستحيل حصولهم على الجنسية الاسبانية حتى و إن ولدوا في المدينة، كما تمكن بفعل هذه الانتفاضة الشعبية من إزالة مصطلح "مورو" القدحي الذي كان رائجا بين الاسبان ضد المغاربة، من التداول العام بفعل تخوف الاسبان من ردود فعل مناهضة لممارساتهم العنصرية على راسها المتعلقة بلفظ "المورو".. و هي الحركة التي حاز على إثرها المسلمون في مليلية حقهم في التجنيس. وبعد طرده من الحزب الاشتراكي الاسباني، اختار عمر دودوح الفونتي الإقامة بالمغرب منذ 1987 حيث سيعين في سلك الولاة بوزارة الداخلية. عن: أندلس بريس بتصرف