ما زالت إحدى الفتيات الناظوريات حبيسة قسم الإنعاش بالمشفى الكبير بمليلية جرّاء وضعها ضمن هذه الوحدة الصحية من لدن الأمن الإسباني بعد إقدامها على تنفيذ محاولة انتحار بداخل مقر الشرطة المحلية الإسبانية المُتواجدة بالثغر المغربي المحتلّ، وتؤكّد أسرة الفتاة موضوع الواقعة قلقها على الوضع الصحي الحرج الذي تتواجد عليه (ح) منذ شهر من مقامها بالمشفى، وذلك رغم التحسّن البطيء الملازم لحالها. وقد كانت (ح) قد تعرضت لاعتداء بالجزء الإسباني من المعبر الحدودي الرابط بين مليلية وبني انصار جراء قذفها بقارورة زجاجية، حيث تمّ نقلها على وجه السرعة على متن سيارة إسعاف لتلقي إسعافات أولية، انتهت بوضع ضمادة محيطة برأسها، قبل أن تجد نفسها وسط مقر الشرطة المحلّية خاضعة لفترة حراسة نظرية في انتظار التحقيق في ملابسات الاعتداء. وقد عمدت (ح)، التي تعاني من مشكل انطوائي، إلى طلب استعمال المرحاض قبل أن تعمد على شنق نفسها باستعمال الضمادة الطبّية المحيطة برأسها، وذلك قبل أن يتمّ اكتشاف أمرها ونقلها للمشفى المركزي بالمدينة السليبة، حيث أفضى التشخيص الأوّلي لكونها لم تفارق الحياة رغم تعرضها لفصل جزئي على مستوى العمود الفقري تسبّب لها في شلل، واستدعى وضعها بمصلحة العناية المركّزة. وتشير أسرة (ح) بأصابع الإدانة إلى تصرّف الشرطة المحلّية لمليلية التي عملت على إيداع ابنتها رهن الحراسة النظرية خارج إطار القانون الذي يعتبرها ضحية اعتداء، زيادة على عدم تجريدها من ضمادتها خلال السماح لها باستعمال المرحاض، في مرد إلى عدم الالتزام بإجراءات الأمان المعمول بها خلال هذه الحالات، وكذا جراء الجهل بالحالة النفسية المريضة التي تعاني منها (ح) منذ زمن غير يسير.