ترأس، مساء يوم الأربعاء 19 أكتوبر2016 بالمقر المركزي في الرباط، السيد الياس العماري الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، أشغال اجتماع المكتب السياسي، حيث تم التأكيد في بداية الاجتماع على الموقف المبدئي للحزب بشأن التحالفات والتي لن تكون إلا مع الأحزاب التي تتقاسم مع حزب الأصالة والمعاصرة نفس المرجعية والمشروع الديمقراطي الحداثي، وأكد أعضاء المكتب أن هذا الموقف ثابت ووقع التعبير عنه رسميا مباشرة بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات التشريعية التي حقق فيها الحزب انتصارا سياسيا. كما شكل اجتماع المكتب السياسي، مناسبة لتدارس ومناقشة ثلاث نقط محورية مدرجة ضمن جدول أعمال الاجتماع تتعلق ب: أولا، توجيه مذكرة لجلالة الملك بشأن تعديلات دستورية وأخرى تتعلق بالمسلسل الانتخابي. ثانيا، استكمال هياكل الحزب وفق ما تم إقراره في المؤتمر الوطني الثالث، وأخيرا تنظيم عمل الفريق النيابي والأدوار المنوطة به ضمن المعارضة. إعداد مذكرة ترفع إلى النظر السامي لجلالة الملك محمد السادس: عرف اجتماع المكتب السياسي نقاشا معمقا حول ما أبرزته الممارسة من حدود بعض المقتضيات الدستورية عند إعمالها وكذا الحاجة إلى تأطير دستوري لجوانب من الممارسة السياسية تفاديا لبعض حالات الفراغ المعياري. وذكر أعضاء المكتب السياسي بهذا الخصوص بمختلف مقترحات الحزب التي أنتجها في سياق إعداد دستور 2011، وما أعقبها من مقترحات للحزب ترتكز جميعها على تأويل ديمقراطي لقانوننا الأسمى واستكشاف سبل تطوير مقتضياته و مراجعته ضمن هذا المنطق. كما تدارس المكتب السياسي قضايا تتعلق على الخصوص بطبيعة الخطاب السياسي المستعمل من قبل بعض الأحزاب ومخاطره على الاختيار الديمقراطي، وكذا قضية استعمال الرأسمال الرمزي للدين الإسلامي في الاستحقاقات الانتخابية وآثاره السلبية على المدى القصير والمتوسط. كما تداول المكتب في مقترحات تتعلق بتحديد يوم الاقتراع وبتطوير إمكانيات الأحزاب السياسية، وبشفافية التمويل ومراقبته... انتخابيا: أوضح الأمين العام للحزب أن اللجنة المكلفة من طرف المكتب الفيدرالي، تباشر عملها في الوقت الراهن من أجل إعداد تقرير تقييمي لمسار الانتخابات والظروف التي جرت فيها على مستوى 92 دائرة. ومن المرتقب استعراض كل النقط المرتبطة بالترشح والنتائج المحققة وأوجه القوة والضعف من خلال تقييم موضوعي، وبسط مختلف الظروف التي تمت فيها العملية الانتخابية بالدوائر التي قدم فيها الحزب مرشحات ومرشحين، سواء تلك التي حصل فيها الحزب على مقعد نيابي أو تلك التي لم يوفق فيها. وستقدم اللجنة المذكورة تقريرا مفصلا عن عملها، وسيعرض خلال اجتماع المكتب الفيدرالي والمكتب السياسي لتتم مناقشته والمصادقة عليه، على أن يعرض على أعضاء المجلس الوطني للحزب في دورته المقبلة. وفي ذات الاجتماع تمت دعوة المجلس الوطني لعقد دورته المفتوحة في القريب العاجل، حيث ستشكل نقطة الانطلاق لاستكمال هيكلة المجلس ووضع برنامج عمل للفترة المقبلة. برلمانيا: تم التأكيد على القوة البرلمانية والسياسية لحزب الأصالة والمعاصرة بمجلسي النواب والمستشارين، وأن هذه القوة يجب أن تستثمر بشكل جيد لخدمة الصالح العام وتنفيذ ما وعد به حزب الأصالة والمعاصرة الناخبات والناخبين. كما تم التذكير بأهمية مرافقة السيدات والسادة النواب من خلال عمليات التكوين والتنسيق وتنظيم العمل، وفي هذا الاطار تم اختيار السيد عبد اللطيف وهبي كمنسق مؤقت للفريق النيابي في انتظار انتخاب رئيس له، وإعادة هيكلة فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب. وفي ختام اجتماعهم، تقدم أعضاء المكتب السياسي بالشكر والتقدير لكل المناضلات والمناضلين على استماتتهم وتشبثهم بالمشروع الديمقراطي الحداثي لحزب الأصالة والمعاصرة الذي حقق ويحقق انتصارات سياسية متوالية جعلت منه رقما صعبا وقوة مهمة في الحقلين الحزبي والسياسي.