أكد إلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، أن التصويت لفائدة "الجرار" هو ضمانة ضد ما أسماه "تسونامي الإسلام السياسي"، موردا أنه "لم يمكن تخيل هذه المرحلة دون "البام" الذي أوقف تغلغل تيارات إسلامية شبيهة بجماعة "الإخوان المسلمون" في مصر، كما مكن البلاد من تفادي الأوضاع التي شهتها بلدان عربية". وأفاد العماري، في حوار مع وكالة الأنباء الإسبانية "إفي"، بأن التنظيم السياسي الذي يترأسه تم إنشاؤه في "لحظة حرجة من تاريخ المغرب طبعها تراجع ملحوظ في معدلات المشاركة في العملية الانتخابية في ظل الاستحقاقات التشريعية لسنة 2007، كما أن هذه الفترة شهدت بروز تيار محافظ"، في إشارة إلى حزب العدالة والتنمية الفائز في انتخابات 2011. وتابع العماري بأن "هذا التيار يحاول الهيمنة وفرض مشروع محافظ يسعى إلى نسف جميع المكتسبات الديمقراطية التي حققتها البلاد"، مردفا بأن "معركة حزبه ليست موجهة فقط ضد حزب العدالة والتنمية، وإنما أيضا مفتوحة في وجه جميع التيارات الإسلامية التي تدعم هذا التنظيم من داخل مؤسسات الدولة". واسترسل المتحدث بأن الدولة قامت بخلق تيارات ذات توجهات إسلامية في أواخر الستينات بغية مواجهة المد اليساري، تماما كما حدث في دول عربية أخرى"، مضيفا أن حزب "الجرار" جاء لوقف ما سماه تطرف الدولة والتيارات الإسلامية، سيما أن هناك تحالف بين جهات في الدولة وتنظيمات حزبية إسلامية" دون توضيح تفاصيل أكثر. وأكمل العماري بأن "البرنامج الانتخابي لحزب الأصالة والمعاصرة يتضمن اقتراحات عاجلة وضرورية من شأنها الرفع من نسبة نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى 5 في المائة، وهو ما سيساهم في خلق 150 ألف منصب شغل سنويا"، كما وعد بخفض معدل المديونية من 81 في المائة إلى 60 في المائة". واستطرد العماري، ضمن حديثة للصحفية الإسبانية، بالقول إن "حزبه سيعمل على مراجعة قوانين ومشاريع قوانين أثارت الكثير من الجدل، سواء تلك المتعلقة بقانون إصلاح صندوق التقاعد، أو القوانين التي تنص على مقاربة النوع أو ترسيم اللغة الأمازيغية في الحياة العامة". وفي رده على سؤال بشأن علاقة المستشار الملكي فؤاد علي الهمة بحزب الأصالة والمعاصرة، أجاب زعيم "البام" بأن "جميع التنظيمات السياسية أنشأت من قبل شخصيات قريبة من المحيط الملكي، من بينها "العدالة والتنمية" و"الاستقلال"، مواصلا بأن "الحكم على الأحزاب يجب أن يتم انطلاقا من برامجها، وليس بالنظر إلى طريقة تأسيسها". وذهب العماري إلى أن حزبه ساهمت في تأسيسه شخصيات من خلفيات مختلفة، من بينها يساريون قضوا ما يزيد عن 15 عاما في السجون كمعتقلين سياسيين"، فيما دعا جبهة البوليساريو إلى "التفاوض على صيغة العيش المشترك في إطار الوحدة، لأن المطالب الانفصالية تعارض مصالح دول المنطقة".