مرة اخرى نجدنا امام امتحان جديد لتقرير مصير هذه البلاد ومعها هذا الاقليم العزيز خلال الخمس سنين القادمة..ومرة اخرى نجدنا مضطرين لاختيار ممثلينا الذين سيدافعون عن مصالح اقليمنا ويرسمون خطة الانقاذ لاخراج البلاد من الهاوية وارجاع الامور الى نصابها بعد سنوات عجاف لم نر فيها غير التوتر والتفقير واتساع الشرخ بين الطبقات،ناهيك عن الفوضى المنتشرة في كل الربوع. نجدنا مرة اخرى امام الكثير من الشعارات الوردية التي يتغنى بها سياسيونا ليل نهار بالمساجد والمقاهي الممتلئة بافواج العاطلين والشوارع المهترئة المظلمة وداخل مجالس الفاسدين..نجدنا امام سياسيينا وقد تقصحت جبهتهم وخرجوا من مخابئهم بعد سبات طويل يحسب لهم كانه يوم او بعض يوم ليطنبوا لنا اذاننا بشعارات "ندير وندير وندير" اما هم "ما فالحين غير ف البندير"..سنجدنا مضطرين مرة اخرى غير باغين لنستمع الى خرجاتهم،شطحاتهم وقوة لسانهم الذي لا يكل من الكلام الفارغ، ويملؤوا طرقاتنا اوراقا ومنثورات وصورا من كل لون ورمز. اي نعم، اننا اليوم امام امتحان عسير جدا، انخضع يوم 7 اكتوبر لمنطق هذا فلان بن فلان، هذا عطى عشرين وهداك عطى خمسين، هذا راجل مزيان مشى الحج وكيصلي الاوقات مسمينو الحاج فلان، وهداك صاحبي ومعمر شكارتي، هذا مرشح شرى حوالى للحومة في العيد وآخر شرى كتب للاطفال للدخول المدرسي..ام اننا سنختار التغيير و القطع مع تصويت التقليد واهتراءات الخطاب للدفع بعجلة تنمية ناظورنا العزيز الذي اصبح يصلح لكل شيء الا للعيش الكريم بعد سنوات من الرصاص، رصاص الفوضى والتهميش والاجرام والفقر وكل مظاهر التخلف.. اترانا نختار وجوها ناظورية تعطى لها الفرصة للاخذ بايدينا وتمثيلنا في الرباط لغرس نبتة الاقلاع وايصال الصرخة ؟ أقصد صرخة الطفل الذي لم يجد فضاءا للترفيه والابداع وصرخة الام التي لم تجد لمولودها طبيبا ثم صرخة عاطل لم يعط له اقليمه طرفة خبز للعيش وبينهم صرخة اب مكلوم قتل ابنه على ايدي الغدر والاجرام..ام منا من كل ومل وسئم من كل هذا الكلام ومن السياسة وما اتت به ولا يرى في سياسيينا اي نفع يذكر واختار المقاطعة سبيلا كعقاب للسلف؟.. أقصد من كل هذا ان وقت المحاسبة والعقاب قد حل وها هي الفرصة اتت..صدقوني، للشعب قوة تقريرية قد تدمر كل سياسي فاسد سولت له نفسه خداع المواطنين ونشر فساده في كل مكان..ولعل مبدأ الديموقراطية في كل هذا واضح تمام الوضوح: حكم الشعب نفسه بنفسه بواسطة ممثلين ينوبون عنه..اي اننا الوحيدون القادرون على التغيير ولا احد غير الشعب يستطيع ان يقرر مصير هذه البلاد بفضل الانتخابات والشورى..وحبذا لو وعى المواطن الناظوري اليوم تمام الوعي ان اموال ضرائبه التي يدفعها للدولة له فيها حق، حق الاستفادة من تعليم وصحة وتشغيل وعدل إن هو احسن اختيار ممثله البديل في البرلمان ليصبح حاكم نفسه بنفسه وله صوت في مركز القرار ليدافع على قضاياه. في خاتمة الكلام وكثرة الحروف، اجدني مضطرا لاناشد مرارا ومرارا وتكرارا بدون كلل ولا ملل لاوصل رسالتي لشباب مدينتي واقليمي الغالي وكلي افتخار بهم وبوعيهم السياسي الناضج كثيرا الذي يبرهنون عليه بقوة في منشوراتهم الفايسبوكية ونقاشاتهم بالمقاهي، وها انا لاقول باعلى الحروف فلنثر في وجه الفساد والمفسدين ومن ضحك على اجدادنا ويضحك علينا اليوم ليضحك غدا على ابنائنا ويسلب منا حقنا في مدن نظيفة ومنظمة..حقنا في حومة يسود فيها الامن والامان وابسط مقومات البنية التحتية الضرورية..فلنقف في وجه كل من كان يأتي ليغدق علينا بوعوده الكاذبة "نمشي للبرلمان وندير وندير" ولم نر منه غير الشفوي والهدير..دعونا نغير ما بانفسنا ليغير الله ما بأقوامنا، لنحسن اختيار ممثلينا ولنقل للاحباط: كفى، جا وقت التغيير!