بعد رحلتنا خلال برنامج "لنكتشف إقليمالناظور" داخل جماعتي البركانيين ورأس الماء، ننتقل وإياكم إلى أحد أجمل المناطق السياحية بإقليمالناظور، بل أحد أجمل المواقع بالمغرب ككل، وهو جماعة بني شيكر والتي بلغ تعداد سكانها 26.871 نسمة حسب إحصاء سنة 2014، موزعين على مساحة إجمالية قدرها 125 كلم مربع. القبيلة الشكرية هي أحد الأقسام الخمسة المكونة لقبيلة قلعية وأكبرها مساحة، تندفع أراضيها على شكل كتلة هضبية تبدو وكأنها رأس صخري كبير ممتد نحو الشمال على مسافة ثلاثين كيلومترا وهو ما استوجب على البحارة القدماء حين سماه الفنقيون باسم "رأس أدير" أي الرأس الأكبر، وأشار إليه أبوعبيد البكري في النصف الثاني من القرن الخامس ب"رأس هرك" وهو الاسم الذي ما يزال يطلق على المنطقة إلى يومنا هذا. ومن الوجهة الجغرافية تدعى الكتلة أيضا "شبه جزيرة هرك". تكتسي الجماعة طابعا متميزا فيما يخص طبيعتها الجغرافية إذ تزخر بمؤهلات طبيعية وإيكولوجيا معتبرة نظرا لكونها شبه جزيرة منفتحة على البحر الأبيض المتوسط بواجهتيها الشرقية و الغربية. كما تتوفر على شريط ساحلي طبيعي مهم يقدر طول الجبهة الساحلية أزيد من 45 كيلومترا بما فيها الشواطئ الصخرية والرملية. إضافة إلى ذلك تتوفر بني شيكر على غطاء غابوي متنوع يشمل أزيد من 11% من مجموع مساحة الجماعة يتوزع على سفوح جبل كوركو في أقصى الجنوب وشمالا من منطقة ‘تاوريرت مساديث' الى رأس ورك Trois Fourches. هذا، وتجدر الإشارة الى احتضان الجماعة لموقعين: "رأس المذرات الثلاثة Cap Trois Fourches- الوارد ضمن اتفاقية "رامسارRAMSAR ". وجبل كوركو-Mont Gourougou " المصنفين دوليا كمواقع ذو أهمية بيولوجيا وايكولوجيا. فيما يخص المآثر التاريخية نذكر"قلعة ثازوضا" المشرفة على قمة من جبال كوركو و"مدينة غساسة" الأثرية الواقعة على الساحل الغربي للجماعة. وبحكم الموقع الإستراتيجي لجماعة بني شيكر وتواجدها على ساحل البحر الأبيض المتوسط، فإنها تعتبر محطة سياحية واصطيافية مهمة بالرغم من عدم توفر البنيات الأساسية لتطوير قطاع السياحة المحلية. رحلتنا داخل جماعة ستقودنا للتعرف على كل من: رأس ورك، شاطئ تيبودا، شاطئ تشارانا، شواطئ واد المرابطين، والموقع الأثريين غساسة وتازوظا. رأس ورك رأس ورك أو "ورش" كما يسميه أهل المنطقة. هو نتوء جبلي كبير من شمال افريقيا الى شرق البحر المتوسط للريف وجبل طارق ويشكل رأس ورك ورأس كبدانة خليج يسمى ب: "خليج مليلية"وهو أخر نقطة من الناظور. ونظر للخطر الذي كان يتهدد السفن العابرة للمنطقة، اهتدى الإسبان إلى بناء منارة في نهاية الجبل سنة 1927 للحد من الخطر وتسهيل الرؤيا أمام السفن العابرة. تسمى المنطقة برأس المذرات الثلاث لكونها تتشكل على شاكلة ثلاثة أصابع ممتدة إلى داخل البحر، وهي منطقة مصنفة ضمن اتفاقية رامسار للمناطق الرطبة بالعالم كونها تتوفر على أحياء بحرية نادرة جدا، من مرجانات وأسماك ونباتات بحرية.