لاشك عند الباحثين الاثرييين ان الفينيقيين عندما توافدوا على سواحل المغرب الكبير وجدو شعوب وقبائل تسكن أراضي وجبال المغرب وسموا بالسكان الأصليين للمغرب القديم وهذه المرحلة تجاهلها الدارسون وبينما تعتبر منطلقا اصليا لحضارة المغرب العريقة بعد عهود ماقبل التاريخ. فلقد تواترت بعض الإشارات عند الكتاب الإغريق حول هذه الفترات الغابرة منذ الشاعر هوميروس ومنهم من أكد استسقاء هذه الإشارات من المرحلة الفرعونية من مصر الفرعونية والتي تفيد من جهة أن المغرب عرف قبل مجيء الفينيقيين نموا حضاريا في الميدان الفلاحي والعمراني والعلوم والديانة والسياسة ومن جهة أخرى فان هذا التقدم الحضاري كان له صدى وإشعاع وتأثير بليغ في العالم الإغريقي الأمر اللذي أثار حفيظة المينويين فصاروا أندادا ومنافسين للمعبود الليبي [بوسدنيوس] والد أقدم أبطال وملوك المغرب القديم وهما [انتايوس]و[أطلس]. وغني عن البيان القصة الأسطورية حول مصارعة هرقل لانتايوس تنطوي على تلك المنافسة مع العالم الإغريقي وتقدر هذه المرحلة تاريخيا راجعة لزمن المملكة الفرعونية الوسطى وللمقدمات الحضارية في العالم الإغريقي وقد كنا قد تطرقنا للمرحلة الفرعونية الوسطى في عدد سابق لأبحاثنا المتواضعة عن رجوح نظري لتماثيل اغيل امدغار إلى تلك الديانة الآمونية التي استيقت من مصر الفرعونية وعن المقابر البونية المحفورة في الكهوف الطبيعية أو عبر الدهاليز الارضية والطقوس الممارس لها وكلها راجعة لتلك الديانة المصرية القديمة[انظر الصور]. وان هذه القصة الأسطورية تتيح لنا بالتعرف عن زمن وتاريخ تلك الفترة المعروفة تاريخيا بالحضارة المينوية وترجع مابين الألفين الثالث والثاني قبل الميلاد حتى حدود القرن الثاني قبل الميلاد.حينها ظهر الفينيقيون على مسرح الأحداث في الحوض الغربي للمتوسط.