ثارت ثائرة بعض المسلمين بمدينة مليلية المحتلّة ضدّ إقدام السلطات الإسبانية على وضع قالب لصليب ضخم بمقبرة تضم جثامين لمتوفين مسلمين، حيث أبلغوا كلاّ من الحكومة المحلّية، المرؤوسة من لدن الشعبي خوان خوصي إمبروضا، وكذا اللجنة الإسلامية بالمدينة، باستيائهم التام من هذا الإجراء اللامسؤول والخادش للشعور الديني لمسلمي المدينة خاصة وكل من يقاسمهم نفس الديانة حيثما تواجد، مؤكّدين استعدادهم للدخول في تصعيدات مصيرية لتعديل الوضعية المختلة الحالية. وتعرف المقبرة الإسلامية المحاذية للشريط الحدودي الوهمي بين مليلية ومقاطعة فرخانة، التابعة للنفوذ الترابي لبلدية بني انصار، والمعروفة بمقبرة سيدي ورياش، أشغال إعادة تهيئة بغلاف مالي ناهز المائة وعشر ملايين من السنتيمات (100ألف أورو)، حيث أن الأشغال شارفت على الانتهاء، وشملت صيانة فضاء المدفن الإسلامي ووضع مظلات عملاقة. ويدفع هذا الحدث الماس بالشعور الديني لمسلمي مليلية عدّة أسئلة للطفو على ساحة تعامل سلطات التواجد الإسباني بالثغور المغربية المحتلّة مع الشأن الديني الإسلامي، زيادة على تساؤلات أخرى تهم دور القيمين التابعين لوزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية و كذا المجلس العلمي المحلي بالناظور في الإحاطة بالمشاكل المعترضة لمجال اختصاصها بشأم مسلمي مليلية وطرحها على أنظار السلطات الإسبانية في صيغة مفترحات مدروسة ووساطات لفظ النزاعات الإشكالية. ويأتي هذا الحدث بعد عدّة تحذيرات نابعة من سياسيين وجمعويين مغاربية من مغبّة استمرار الإسبان في التدخل ضمن الشأن الديني لمسلمي الثغرين المحتلّين، معتبرين أنّ مثل هذه الأفعال قد تزعزع استقرار المناطق المستهدفة بالتحوير، مشيرين إلى أنّ إسبانيا جرّبت خطورة التعامل باستخفاف مع الشأن الديني الإسلامي حين منعت إقامة الصلاة بالمساجد المغربية باسم أمير المومنين.