سكن اليهود المغرب الكبير منذ القدم ، واستقر جزء كبير منهم في المغرب الأقصى. وعاش هؤلاء في المدن الكبرى كفاس وسجلماسة وسوس ، كما سكن بعضهم البوادي المغربية وجبالها، وتعايشوا مع سكان المغرب الأصليين.وفي نهاية القرن الرابع عشر تعرض اليهود في إسبانيا لاضطهاد العامة، و تمت تصفية الالاف منهم، فلجأت مجموعات منهم الى المغرب أيام الدولة المرينية ، وسكن هؤلاء اللاجئون في المدن الساحلية كتطوان وطنجة والعرائش وأصيلا وأزمور واسفي و سلا والرباط .وبعد سقوط الأندلس في أيدي النصارى في نهاية القرن الخامس عشر، حدث نزوح جماعي كبير من اليهود الى المغرب هرباً من محاكم التفتيش، واستقر النازحون في فاس ومراكش وأزمور كما استقرت جماعة أخرى في شمال المغرب،وعايشت هذه العناصرالجديدة سكان جبال الريف الأصليين وتوالت الهجرات اليهودية الى المغرب في القرن السابع عشر وفي القرون التالية الى ان كانت اخرها في الحرب العالمية الثانية هرباً من محرقة هتلر. وفي القرن التاسع عشر تحدث (مولييراس)في كتابه (المغرب المجهول)عن اليهود الذين كانوا يعيشون في منطقة الريف، وذكر في كتابه أن بعض القبائل كانت لا تطيق رؤية اليهود بينها، وقد طاف الفقيه المغفل الذي زوده بالمعلومات في كثير من القبائل، ولم يجدفيها أثراً للجنس العبري الى أن وصل الى مدينة (مسطاسة) في قبيلة بني جميل، فقال: