في لقاء خاص ب "أخبار اليوم" رحّب عبد اللطيف لكميري بالحديث عن تجربته كبطل لرياضة التحدّي، مقرّا بتمكّنه من نيل إعجاب واسع لا يضاهيه إلاّ الفشل الذي حقّقه في تطوير موقعه الاجتماعي والعجز عن إنشاء مركزه الخاص بتفريخ أبطال المستقبل الصادرين على التفرّد ضمن هذا الصنف الرياضي. عبد اللطيف لكميري، مزداد في الثامن من يوليوز سنة 1974 بمدينة تازة، شرع في ممارسة رياضة التحدّي بحلول سنة 1990، إذ اعتبرها صنفا رياضيا مقترنا بتكوين شخصيته لما توجبه من توفر على القوّة والتركيز الشديد وسلامة الجسد القادر على توجيه الطّاقة، رابطا بين هذا التوجّه المرصود صوب رياضة التحدّي وممارسته السّابقة لفنون الحرب عموما، والكاراتيه والتيكواندو على وجه الخصوص.. موردا : "تأثّرت بأفلام القوّة والعنف، كما تمّ استلابي بقصص عنترة ابن شدّاد، وهو ما حذا بي إلى خوض التجارب الأولي في رياضة التحدّي دون وعيي بكنهها بادئ الأمر، إذ تمكّنت ضمن أول سنة في التسعينيات من جرّ أولى العربات التي لم تكن سوى سيّارة خاصّة لأحد الجيران". لكميري يؤكّد بأنّ تطوير آليات وأنماط ممارسته لرياضة التحدّي قد جعلته يراكم أزيد من 500 محطّة جمعته بجماهير عدد من المدن المغربية، وذلك خلال 20 سنة من الممارسة الرياضية الموسومة بالنّضال ومحاولة تطوير الأداءات في ظل صنف رياضي غير مؤطّر لممارسته من لدن معدودين على رؤوس الأصابع، إذ يفيد لكميري في هذا الصدد بقوله: "ممارسة رياضة التحدّي بالمغرب محفوفة بالمخاطر، وممارسوها لا يتوفرون على تنظيم جامعي يشملهم، وهو بالتالي مدعوون إلى الانخراط ضمن التنظيم الدولي المستقر بألمانيا.. وطيلة ممارستي لهذه الرياضة وأنا أعي بأنّ الفقر التنظيمي يقف معيقا أمام رياضيي التحدّي.. وهو الأمر الذي يفتح الباب على مصراعيه أمام المتلاعبين المستغلين لهذا المعطى.. إذ أنّ اعتماد نظام التحفيز الصادر عن ميزانيات التنشيط للجماعات يُعتبر مصدر المذلّة في رياضة تثير الإعجاب دون أن تثير الاحترام تجاه ممارسيها القلائل.. ما يجعل التحدّي الحقيقي كامنا في ضمان الاستمرار وسط وسط متلاعب وشركات لا تؤمن بالاشهار ومجتمع استثماري لا يتجاوب مع المشاريع الرياضية". عبد اللطيف لكميري اشتهر بمظهره وهو يجرّ الحافلات والشاحنات، كما اشتهر بسيفه الذي يضعه على صدره دافعا عربة متوسّطة الحجم بالاستناد عليه، كما طوّر أدائه ليصل إلى إمساك قضيبين حديديين بشفتيه قبل أن يجرّ العربة المتصلة بهما عبر خيط، مرورا عبر رفعه لمقدّمات العربات المتحرّكة وتثبيتها وكذا مقاومة قوّة درّاجتين ناريتين بعضلتي ساعديه.. إلاّ أنّ مالا يعرفه العامّة هو أنّ لكميري قد سبق وأن أجرى ثلاث تجارب في الفترة ما بين سنة 2000 و2004 من أجل عبور مضيق جبل طارق معلّقا من الشعر بطائرة مروحية، وهي التجارب التي يؤكّد لكميري نجاحها قبل توقف رفع التحدّي لانعدام الامكنيات المالية الكفيلة بإعداد اللوجستيك الخاص بها والرفع من نسبة نجاحها.. إذ يورد عنها لكميري ل "أخبار اليوم": "قمت بثلاث تجارب ناجحة مراعية لتوقيت الرحلة المرتقبة جوّا.. إذ تمّ الاستناد خلال هذه التجارب على عتاد لوجيستيكي عوّض المروحية برافعة عملاقة.. إلاّ أنّ حجم المخاطرة وعدم وجود متبنّين لها، طيلة 4 سنوات من البحث، قد دفعاني للتراجع.. إذ أكتفي الآن بالبحث عن مورد مالي ذاتي لإمداد نفسي بمتطلبات الممارسة ضمن رياضة أتفرّغ لها..". لكميري المنشئ لجمعية المستقبل لرياضة التحدّي والقوّة البدنية كإطار للممارسة، لا زال يتردد على عدد من الجماعات التي واعدته بدعم ممارسته، وهي نفس الجماعات التي أقام بها عروضا لم ينل "مُساعدات" لقاء لها.. "لقد وصلت إلى جماعات حضرية وقروية، بعضها حضري وأغلبها قروي، عرضت بها ورسمت البسمة على شفاه الملايين، إلاّ انّ الاتفاقات المالية لم يتمّ الوفاء بتسديدها من لدن المعظم رغم أنّ الأمر مرتبط بمساعدات بعيدة عن أي قيمة قد يرتبط بها المقابل قيمة.. وهذا ما أراه معرقلا لمساري ومسار المتحمّسين لهذه الرياضة قبل أن تنفّرهم معاناتي".. يقول لكميري. * أخبار اليوم المغربية